الأخبار التي وردت من مكةالمكرمة خلال شهر رمضان المبارك أفادت بأن سعر الغرفة الواحدة في الفنادق المحيطة بالحرم المكي الشريف، بلغ خمسين ألف ريال عدًّا ونقدًا! السؤال هو: ألا يدخل هذا ضمن نطاق التبذير؟ وألم يكن أولى بمستأجري هذه الغرف التبرّع بثمنها لضحايا الفقر في كل أنحاء العالم، وبالذات لمنكوبي فيضانات باكستان الأخيرة، حتى ولو اضطرهم ذلك إلى التخلّي عن الإقامة بجوار الحرم المكي؟ ما أعرفه أن الحرم للجميع، وليس لفاحشي الثراء فقط. وما أنا متأكد منه أن المساواة هي إحدى الركائز الأساس التي قام عليها المشروع الإسلامي. خسارة فعلاً..! (2) في مذكراته التي تم نشرها مؤخّرًا، أبدى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، أسفه العميق تجاه كل مَن سقط من مقاتلي الجيش البريطاني على الجبهة العراقية. يقول توني بلير في كتابه: (أعرب عن الأسى الشديد لأقارب الجنود البريطانيين الذين قُتلوا في الحرب، وللذين سقطوا في ريعان الشباب، وللعائلات الثكلى التي ضاعف من إحساسها بفقد أعزائها الجدل الدائر حول السبب الذي من أجله قُتل أحباؤها، والظلم الذي وقع عليها بأن قُدّر لها هي بالذات أن تعاني الخسارة). وللتأكيد على تعاطفه، فقد قرر بلير التبرع بريع كتابه (5 ملايين جنيه) لصالح العصبة الملكية البريطانية المعنية برعاية قدامى المحاربين. بلير الذي اعتذر لأقارب بضع مئات من قتلى الجيش البريطاني، الذي غزا العراق، نسي أن يعتذر ولو بكلمة واحدة لذوي مليون قتيل عراقي قضوا بسبب الغزو، ولم يتبرع ببنس واحد لخمسة ملايين آخرين شرّدهم الاحتلال الأمريكي - البريطاني للعراق! مَن قال إن الغربيين ينظرون إلينا كبشر؟ (3) عندما سحقنا الكيان الإسرائيلي عام 1967، أطلق الإعلام الناصري وقتها اسم (نكسة) على تلك الهزيمة المدوّية! الاسم كان -ولا يزال- محط سخرية الكثير من الكُتّاب والمثقفين والمهتمين بالشأن العام في عالمنا العربي. واليوم ها هي أمريكا وحليفتها بريطانيا، يطلقان على غزو العراق الهمجي اسم (عملية تحرير العراق)، في محاولة مكشوفة للنصب والاحتيال، وقلب الحقائق! الكذبة الأمريكية فاقت كذبة (النكسة) بمراحل. [email protected]