أفسدت الانقطاعات المتكرره للتيار الكهربائي بمنتجع درة العروس فرحة المتنزهين وملاك الشاليهات بالمنتجع، وكادت تلك الانقطاعات أن تحول أفراح إحدى الأسر الى مأتم بعد أن تعذر على أحدهم تقديم الاسعافات لوالدته المسنة والتي كانت تقضي جل يومها بالتنفس عن طريق اسطوانات الاكسجين حيث تعذر تقديم العلاج لها نتيجة انقطاع التيار. وأبدى عدد من ملاك الفلل والشاليهات بمنتجع درة العروس إضافة الى المستاجرين الذين دفعوا قيمة ايجار الايام الأربعة الاولى للعيد لتلك الفلل استياءهم الشديد من الوضع الذي عاشوه في اليومين الثاني والثالث على التوالي ووصفوا ما حدث بانه نتيجة للإهمال وسوء الإدارة وعدم المبالاة بإجراء الصيانة الدورية اللازمة، إضافة الى ضعف الاستعداد واخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة الكثافة الكبيرة التي شهدها المنتجع ثاني أيام العيد وعدم الاخذ في الاعتبار توفير الاحتياطات اللازمة للطواريء في أوقات الذروة. وذكر عدد من الملاك الذين غادروا الفلل الخاصة بهم بعد انقطاع التيار انهم اتجهوا من منازلهم بجدة إلى منتجع درة العروس، وفي اليوم الثاني فوجئوا بإنقطاع التيار بشكل متقطع استمر لحوالى ثلاث ساعات عن كامل المنتجع وهو ما أحدث ربكة وفوضى كبيرة عاشها الجميع الذين أصبحوا أشبه بالاشباح التي تتحرك في الظلام الدامس، حيث خرج الملاك واسرهم الى الطرقات بحثا عن اجواء مناسبة خاصة في ظل ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة العالية. إلا أن إدارة المنتجع نفت أن يكون الإنقطاع امتد لثلاث ساعات مبينة أنه لم يتجاوز العشرين دقيقة، وهو نتيجة خلل فني في المولدات. "المدينة" ترصد ما حدث "المدينة" وقفت على حال المنتجع ما بين الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وحتى الرابعة من فجر يوم أمس الثلاثاء، ورصدت انقطاع التيار الكهربائي بالكامل عن الجزيرة رقم 3 في الدرة 1، حيث كانت جميع الفلل والشقق غائبة في ظلام دامس وهو ذات الحال في الجزيرة رقم 2 في الدرة 2، إضافة الى انقطاع التيار عن أطراف أخرى من شاليهات المنتجع. وأبدى عدد من المتنزهين والزوار امتعاضهم الشديد وقال أحد الآباء وهو يقف مع ابنائه خارج المنتجع، انهم عاشوا ثاني ايام العيد في ظلام دامس لاكثر من ثلاث ساعات، مشيرا إلى انه قضى تلك الفترة داخل السيارة برفقة اسرته وابنائه الذين لم يتحملوا حرارة الجو وإرتفاع الرطوبة ولفت الى ان الانقطاع بدا عند الظهر واستغرق قرابة الساعة في أول مرة، وفي المساء عاد التيار وانقطع عن كامل المنتجع، وانقطعت كذلك وسائل الاتصال بعد تعطل شبكة الهاتف، وبقي الناس في ظلام دامس. وبين أن إدارة المنتجع عندما انقطع التيار الكهربائي وجهت تعليماتها لمسؤولي الامن بعدم السماح بدخول أي شخص سواء من الملاك او الزوار او غيرهم وهو ما تسبب في احداث ربكة كبيرة عند مدخل المنتجع واضطر الملاك للانتظارا طويلا خارج فللهم ومساكنهم، وتراصت السيارات التي تقل الاسر والاطفال بانتظار الدخول على مسافة ثلاثة كلم تقريبا. اغتيال الفرحة ويروي الشريف فيصل ماحدث موضحا أنه استأجر فيلا بمبلغ 4 الاف ريال لمدة ثلاثة ايام تبدا من ثاني ايام العيد، ولكنه فوجئ بما حدث. واضاف: في بداية الامر كانت الانقطاعات متقطعة ولفترات متفاوته الا اننا بقينا لاكثر من ساعتين بدون تيار كهربائي وكان هذا في وقت الظهر حتى ان المئات من المتنزهين استيقظوا من سباتهم وخرجوا من منازلهم وفللهم واتخذوا من بعض الأشجار ظلاً لهم بحثا عن الهواء وابتعادا عن الرطوبة العالية والحر الشديد ، ولم يعودوا الى منازلهم إلا بعد عودة التيار. وزاد: كنت برفقة أسرتي ووالدتي المسنة التي كانت تقضي جل وقتها على أجهزة التنفس الصناعي بأسطوانات الاكسجين الا ان ما حدث كاد ان يحول عيدنا وفرحتنا الى مأتم نتيجة طول الانقطاع وعدم تمكننا من تقديم جرعات الاكسجين لوالدتي التي كادت ان تهلك بسبب هذه النزهة الكئيبة. واستطرد: كانت الفوضى عارمة بعد استمرار انقطاع التيار حتى ان الإدارة منعت الدخول والخروج سواء للملاك أو الزوار أو غيرهم مما صعب علينا تقديم الاسعافات لوالدتي والانتقال بها الى اقرب مركز صحي، ولكن الحمد لله الذي لطف بها ولم تصب بمكروه. من يعوضني ؟ وتساءل الشريف فيصل حول كيفية استعادة حقه وتعويضه عن ما حدث، وقال ان فرحة العيد قتلها إهمال المسؤولين عن المنتجع وعدم مبالاتهم بنداءاتنا حيث بقوا في مكاتبهم دون الشعور بأدني مسؤولية حيال ما حدث، بل ان التعليمات التي أصدرتها الإدارة وقت انقطاع التيار ضاعفت من المعاناة حيث بقي كثيرون في سياراتهم لأكثر من ثلاث ساعات في انتظار الإذن بالدخول الى المنتجع. انعدام الصيانة والنظافة ويقول أحد الملاك (رفض ذكر إسمه) إن المنتجع اصبح يعج بالمخالفات والإهمال الشديد ومن ذلك تراكم النفايات حتى طفحت الحاويات التي تبقى لساعات طويلة دون أن تجد من يعمل على جمعها. وأضاف: إنقطع التيار الكهربائي مساء يوم الأحد وبقي المنتجع لاكثر من ثلاث ساعات في ظلام دامس، والغريب في الامر أن مدير المنتجع أصدر تعليماته لمسؤولي الامن بعدم السماح لاي شخص بالدخول أو الخروج سواء من الملاك او الزوار مما تسبب في احداث ربكة في السير امام البوابة، وبقي الملاك في إنتظار السماح لهم بالدخول إلى فللهم مما حدا بالبعض الى إجراء اتصالات بمسؤولين كبار في المنتجع حتى تم السماح لهم بالدخول وايصال اسرهم للفلل التي يسكنونها. وتحدث عن سياسة الدخول للمنتجع لافتا إلى انه يواجه صعوبات في الدخول رغم أنه من الملاك، كما ان الموظفين العاملين على البوابة لا يحسنون التعامل مع الضيوف والزوار وهو ما يحرجنا مع كل قادم إلينا حيث يمتنعون عن ابلاغ مالك المنتجع بالزائر او حتى السماح لهم بالتحدث مع مسؤولي الامن للسماح لهم بالدخول. وقال: "نتمنى أن يتم تقديم الخدمة بشكل لائق وان يلقى الضيف سواء من الملاك او الزوار المعاملة الطيبة عند الدخول". مالك آخر قال: إنه حاول الوصول الى مسؤولي المنتجع ولم يجد من يصغي اليه ولم يجد احدا يوضح له ما يحدث، مشيرا إلى ان اعضاء مجلس ادارة اتحاد الملاك كانوا غائبين عن الحادثة ولم يحركوا ساكنا لإنهاء معاناتنا كملاك دفعنا ملايين الريالات في الحصول على مقر خاص بالمنتجع. وأضاف يقول: "إن هذا الإهمال قتل فرحة العيد لدينا". وطالب بان يتم تدخل رسمي لإيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة، مضيفا ان رسوم التيار الكهربائي مضاعفة 10 مرات عن الرسوم المتعارف عليها والمقررة من قبل الدولة ومع ذلك نجد اسوأ خدمة في التيارات الكهربائية واقلها جودة، والحال نفسه بالنسبة للمياه التي ندفع اضعاف رسومها. واختتم: "نتمنى ان نجد من ينهي معاناتنا ويوجد لنا حلولا جذرية لهذه المعاناة المتواصلة". ولا يختلف حال فوزي القوبري الذي استأجر احدى الفلل لقضاء أربعة ايام بها بدءا من ثالث ايام العيد، وهو يقول: "فوجئت بالزحام الشديد لحظة وصولي مدخل المنتجع وبقيت في سيارتي من الواحدة ليلا، وكان طابور الانتظار ممتدا لمسافة طويلة ولم أتمكن من الوصول الى المنتجع الا بعد صلاة الفجر، وهناك كانت المفاجاة عندما صدمت بانقطاع التيار الكهربائي، فقررت العودة برفقة اسرتي بعد أن ذهبت فرحة العيد مع الظلام". وطالب بالتحقيق في ما حدث، واعادة ما دفعه من رسوم تزيد عن 15 الف ريال كونه لم يتمكن من الاستفادة من الموقع الذي استاجره، مبديا استغرابة من استمرار انقطاع الكهرباء لعدة ساعات دون ان يقوم أي مسؤول في المنتجع بحل المشكلة. تعزيز الكهرباء المالك عبد الحميد حريري طالب شركة الكهرباء بالعمل على توفير تيار كهربائي للمنتجع، وقال: "نتمنى من المسؤولين بشركة الكهرباء العمل على توفير التيار الكهربائي الى كامل المنتجع" ، مشيرًا الى ان المسافة بين المنتجع بدرة العروس ومنطقة ذهبان لا تتجاوز 10 كلم وانهم كملاك على استعداد لتحمل رسوم إضافية في حال طلبت الشركة زيادة تكاليف قيمة العداد، وكل هذا من اجل انهاء معاناة الملاك.