الدعوة التي تبناها القس تيري جونز بحرق القرآن الكريم تأكيد للعداء والعنصرية ضد الإسلام لاقت ردود أفعال عالمية وغضب إسلامي كبير وان كانت ردة الفعل الإسلامية لم تكن على المستوى الذي لاقته ردة الفعل بشأن الرسوم المسيئة للإسلام وعلى الرغم من حالة الغضب التي سادت الشارع الإسلامي فإن ردود الأفعال العاقلة اعتبرت ان كل إساءة من متطرفين ضد الاسلام تكون لصالح الاسلام والمسلمين، فقد دعا كيث إيلسون العضو المسلم الوحيد في الكونجرس الأمريكي المواطنين الأمريكيين بالتوجه إلى المساجد والمعابد اليهودية والكنائس من أجل التعرف على حقيقة الأديان والوقوف على حقيقة المسلمين، معربًا عن اعتقاده بأن أكثر الأمريكيين لايعرفون شيئا عن الإسلام. وقال إيلسون إن الإسلام برىء من أسامة بن لادن والأشخاص الذين نفذوا أحداث الحادي عشر من سبتمبر في الولاياتالمتحدة منذ تسعة أعوام، فهؤلاء الأشخاص لاصلة لهم بالإسلام. وفي المقابل قرر مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية “كير” تنظيم يوم يحمل عنوان: “توزيع القرآن” تقدّم خلاله مائة ألف نسخة إلى المواطنين الأمريكيين لحثهم على التعرف إلى الإسلام وما جاء في تعاليمه، ردًا على الحملة التي أطلقتها إحدى الكنائس الأمريكية بالدعوة إلى حرق القرآن في الذكرى التاسعة لهجمات 11 سبتمبر على الولاياتالمتحدة. وكانت “كير” قد أطلقت العام الماضي حملة تستهدف إيصال أكثر من مليون نسخة من القرآن الكريم للأمريكيين خلال السنوات القليلة المقبلة، حتى يصل كتاب الله إلى جميع البيوت الأمريكية، وليتمكن غير المسلمين من التعرف على تعاليم الدين الإسلامي. وحيا العلماء هذه الخطوة المتعقلة مؤكدين ان العنف الذي يرفضه الإسلام لايجب ان يقابل بعنف ويتوجب التعامل بشكل حضاري ردا على المزايدين ضد الإسلام ويجب ان نتبنى دعوة التعريف بالقرآن وقراءته وفهم معانية باعتباره قانونا إلهيا ورسالة خاتمة للبشرية وان حرق المصحف لن يضر في شئ حيث ضمن الله بقاء آياته للعالمين “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون” وأكد أصحاب الفضيلة العلماء ان مثل هذه الدعوات المغرضة تزيد الناس معرفة بالاسلام وبكتاب الله الكريم وان احدا على وجه المعمورة لم يعد لايعرف شيئا عن الإسلام “يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره” واكد العلماء على ان هذه الدعوه تحمل رسالة للمسلمين ان يتمسكوا بدينهم ويحسنوا فهمه ويقدموا الاسلام كرسالة عالمية وحضارية وان يصححوا المفاهيم المغلوطة قولا وفعلا وحيا الدكتور الشحات الجندي أمين عام المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ما اقدم عليه مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية “كير” من تنظيم حملة إعلانية تهدف إلى إقناع العالم بأن هجمات 11 سبتمبر أساءت لمسلمي أمريكا أيضًا مثلما أساءت لغيرهم من الأمريكيين. وان هذه الحملة تضمنت دعوة للإخاء بين أصحاب الديانات وان جميع الأديان تلفظ العنف وتدين الإرهاب وقال الدكتور الجندي يجب ان نتعامل نحن المسلمون بهذه الطريقة العقلانية فإذا كانت هناك دعوة لحرق المصحف فلندعو العالم إلى قراءة المصحف وفهم معانية والتعرف على رسالته فما يحدث جهل بالقرآن ورسالته المتضمنة لمنهج شمولي للكون والحياة وتقتصر الأمور على التعصب البغيض ولا يجب ان نعامل التعصب بتعصب مماثل بل بدعوة لقراة القرآن وان يكون المصحف في كل بيت من أرجاء هذا الكون لأن الله في النهاية غالب على أمره وانهم جميعا يجب أن يعلموا أنهم وان كانوا يريدون ان يطفئوا نور الله بأفواههم فإن الله يأبى إلا ان يتم نوره وفي ذلك حكمة بالغة حيث تبلغ رسالة السماء إلى كل أنحاء الأرض ويقبل الناس على فهم الإسلام من جراء هذه الحملات الماكرة. ويؤكد د. عبدالمعطي بيومي على رفض مثل هذه السلوكيات خاصة إذا كانت تصدر عن رجال دين وهذا يؤكد على التعصب الأعمى حيث اعترف القرآن بالإنجيل والمسيحية واعترف بالتوراة واليهودية وهم لا يعترفون بالإسلام والقرآن ويعتبرونه دينا شيطانيا في الوقت الذي ينتشر فيه الإسلام ويعلو صوته ويشير د. بيومي إلى أهمية الوعي بالإسلام وكيف يواجه المسلمون مثل هذه الحملات المشبوهة التي تؤكد كيد الكائدين ويرى بضرورة ان يتحرك المسلمون لنصرة دينهم ليس بشن حملات مضادة ولكن بمزيد من التمسك بالإسلام وترجمة قيم ومعاني القرآن والابتعاد عما نهى الله عنه حتى يكون القرآن مؤثرا واضحا وسببا في تقويم سلوك المسلمين وتفرد سلوكهم وحضارتهم.