تتداعى الكثير من الذكريات مع حلول كل مناسبة عيد لدى (63) مسنًا من نزلاء دار التربية الاجتماعية بالعاصمة المقدسة. وفي ظل الجحود الذي يواجهه البعض من هؤلاء النزلاء من أسرهم وأقربائهم إلا أن ما يتم إقامته من فعاليات داخل الدار قد يخفف من معاناتهم ويشعرهم بنوع من السعادة التي افتقدوها طوال عشرات السنين. وفي كل مرة يأتي العيد السعيد تنشط بعض الذكريات لدى هؤلاء المسنين على الرغم من أن بعضهم قد لا يستطيع التحرك بسبب الشيخوخة أو الأمراض المزمنة ويعيش حياته أسيرًا لسريره إلا أن قلوبهم وعقولهم لا زالت تعشق هذه الحياة بكل ما فيها من مآسٍ وأفراح. (المدينة) زارت الدار ورصدت حالة من الفرح يعيشها هؤلاء المسنون في هذه الأيام الجميلة. العم محمد العمري في العقد السابع من عمره ويعد من أقدم نزلاء الدار قال إن العيد لا يختلف كثيرًا عن بقية أيام السنة بالنسبة له ولكافة نزلاء الدار مشيرًا إلى أن الدار تتيح لهم الفرصة لأداء صلاة العيد ومشاركة المجتمع الخارجي في هذه الاحتفالية. ويقول العم عطيه والعم احمد ما يؤنس وحدتنا هو الذكريات القديمة خاصة أيام الشباب وما تحمله من مواقف جميلة مشيرين إلى أنهم يفتقدون إلى تواصل المجتمع معهم. وأضافا لا نريد شيئًا من أحد فنحن نعيش في الدار كأسرة واحدة ولا ينقصنا شيء ولله الحمد، ولكن ما ننشده هو التواصل والزيارات لنشعر بفرحة الأيام والمناسبات الجميلة مثل مناسبة العيد. من جهته قال مدير الدار عبيدالله المسعودي إن الدار تنظم برنامجًا ترفيهيًّا خاصًا للنزلاء خلال عيد الفطر السعيد يتضمن تقديم كسوة العيد من ملابس وخلافه وإتاحة الفرصة لهم لأداء صلاة العيد في أحد المساجد مع إقامة حفل سمر في الليل وتنظيم رحلة ترفيهية للنزلاء لإحدى الاستراحات تتضمن مسابقات وألعابًا شعبية، مشيرًا إلى أن المسن في هذا العمر في حاجة ماسة إلى العطف والحنان من كافة أفراد المجتمع. وأضاف إن للمسنين واجبًا وحقًا علينا استنادًا لتعاليم ديننا الحنيف مشيرًا إلى أن الابتسامة التي يشاهدها العاملون في الدار على محيا المسنين هي أقصى غاية يسعون إلى تحقيقها.