تقرير هيئة الرقابة والتحقيق الذي أصدرته مؤخرًا الهيئة ونُشر في صحفنا المحلية وكانت نتائجها مخجلة كشف عن نسبة غياب كبيرة جدًّا بين الموظفين العاملين في الأجهزة الحكومية من خلال جولاتهم التفتيشية بلغت نسبتها 93% تقريبًا، في مقابل نسبة انتظام ضعيفة جدًّا بلغت 7%، وهي نسبة مخجلة ومحزنة ومقلقة، تشير أن هناك خللاً كبيرًا في أداء الأجهزة الحكومية، وهو أمر ليس بغريب، وهو معروف عن الموظفين في القطاع الحكومي منذ ربع قرن، ولم يطرأ عليه أي جديد؛ لأن المساواة بين الموظف المجتهد والموظف المهمل واضح جدًا، كما ان هناك دراسات قديمة عن انتاجية الموظف الحكومي فيما يخص ساعات عمله اليومي، كانت ساعتين من الدوام الرسمي الذي يلزم أن يقوم به؛ ممّا يؤكد أن هناك درجة كبيرة من الإهمال والتسيّب، وعدم الإخلاص في القطاع الحكومي من قِبل العاملين به نتج عنه ضعف التنمية الإدارية كانت نتيجتها تعطيل مصالح المراقبين والمراجعين، وتأخرًا كبيرًا في إنجازات الموظف بما يوكل إليه من أعمال رسمية. لقد نسي الموظف أن العمل مسؤولية عظيمة، وأمانة كبيرة تحملها الموظف بمجرد تعيينه هذه الأمانة لم تستطع أن تحملها الجبال، وحملها الإنسان، وديننا الحنيف يدعو إلى الإخلاص في العمل فقال تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) وقال صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه” وقال صلى الله عليه وسلم: “من أخذ الأجرة حاسبه الله على العمل”. وليعلم الموظفون أنهم يكلفون الدولة الكثير من المليارات، وعليهم مسؤوليات يلزم أداؤها على الوجه المطلوب، وأنهم محاسبون يوم لا ينفع مال ولا بنون. سمير علي خيري - مكة المكرمة