قال الضَمِير المُتَكَلّم: رسام كاريكاتير مغمور في إحدى الصحف الدنمركية ينشر رسومًا ساخرة برسول الإسلام خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم. وهنا تُدَافِعُ عن فِعله هذا الكثير من الأصوات الغربية؛ بزعم أن هذا من حرية التعبير التي لا يجب مِسَاسها، أمّا المسلمون فتتعالى هتَافاتهم مستنكرة هذا العمل الدنيء، وتنوعت ردود أفعالهم: فالجهات الرسمية الحكومية كانت مواقفها خجولة، اقتصرت على عبارات الشجب والتنديد، وبعض الرسائل والمكاتبات والزيارات دون الخوض في أمور العلاقات الدبلوماسية أو الاقتصادية!! الشعوب الإسلامية كانت قلوبهم تنزف ألمًا وحسرة، ولكنهم اكتشفوا أنهم لا يملكون إلاّ مقاطعة المنتجات الدنمركية، وتأسيس اللجان التي تدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتُعَرّف بوسائل الحوار الحديثة بسيرته العطرة (فالقِيَام حَسَب القُدْرَة، والجُود من الموجود)!! هذه الحادثة قام بها (كَافِر) وليس بعد الكفر ذنب، وردود أفعال المسلمين الهزيلة المهزومة، ولاسيما في الجانب الرسمي، حَكم فيها ضعفهم اليوم أمام العَالَم على كل المستويات، هذه أعذار نحاول الاستئناس بها والركون لها!! ولكن بماذا نعتذر لرسول الله؟ وماذا نقول له؟ إذا كان مَن يقدح في عِرْضِه، ويصف زوجه بالفجور والفسوق من فئة تنتسب للإسلام، فقبل أيام أقامت طائفة احتفالاً بموت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- وفيه تسابق المحتفلون على إلقاء الخطب والقصائد الساخرة التي تنال من شرفها وعفتها، وبالتالي فتلك الأصوات ارتفعت لِتَتطاول على نبي الرحمة محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم؛ بل إنها بذلك تهزأ بالإسلام بكل تفاصيل رسالته!! نعم ربما حدث هذا من تلك الفئة، في الصدور وخلف الأبواب المغلقة، لكن أن يصل الأمر إلى الاحتفالات المعلنة التي تسجلها القنوات، وتتقاذفها مواقع الإنترنت والجوالات، فهنا يجب أن يقول المسلمون (أعني المسلمين حَقًا): (كَفَى، لا، وألف لا)! لابد من تحرك رسمي يَقْتَصُ من أولئك المعروفين، وممِّن يقف خلفهم بالطرق القانونية والنظامية، ويقدمهم للمحاكم الشرعية!! كفانا خُطَبا رنانة، ومواعظ مسجوعة نجترها صباح مساء، كفاية متاجرة بالمناظرات التلفزيونية التي لا تسمن ولا تغني من جوع!! لقد وصل قطار حِقْد وسخرية هؤلاء إلى محطة التحدّي والعلانية؛ لاستفزاز المسلمين (حَقًّا)؛ فإن لم تتحرك الجهات المعنية لمطاردتهم ومعاقبتهم، فإن العواقب لا تحمد عقباها، فقد بلغ السَّيْل الزُبَى! ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة. فاكس : 048427595 [email protected]