تقول الدراسة التي نشرتها صحيفة « الدايلي أكسبرس « بأن الأم البريطانية تؤدي عمل 23 موظفاً وتقوم بكل ما له علاقة بالمنزل والأطفال وحتى إجراء حجوزات السفر والتبضُع . وأتصوَر أنها نتائج واقعية يلمسها كل من أقام أو زار ، أو درس في بريطانيا ، وقد أشارت السيدة مارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة والشهيرة بالمرأة الحديدية في كتاب لها ، بأنها تقوم بإعداد الإفطار وعمل الشاي لزوجها قبل أن تغادر إلى مكتبها في ( 10 ) داونينغ ستريت . وأنها اكتفت فيما بعد بعاملة منزلية بنصف دوام يومي لسد غيابها عند وجودها خارج بلادها في مهمات رسمية. ومن المؤكد أن ذلك ليس قاصراً على الأم البريطانية ، فالمرأة الغربية على الأغلب لا تستعين بخادمة إلا فيما ندر ، وكلنا ، بل وأغلبنا ، قد شاهد عبر التلفاز السيدة ( سارة بالين ) منافسة الرئيس الأمريكي أوباما في الانتخابات السابقة وهي تتحدث مع مراسلة إحدى القنوات الفضائية من داخل مطبخها مرتدية ( مريلة ) المطبخ ..! كانت هذه الدراسة التي نشرتها ( الصن ) مدار حوار رمضاني شعبي ، شارك فيه بعض النخب التي عبرت عن استيائها لواقع المرأة العربي ، وخصوصاً ( الخليجيات ) اللائي أصبحن يعتمدن على الخادمة في أداء رسالتهن الملقاة على عاتقهن ابتداء من التنظيف والطبخ وانتهاء بحضانة ورعاية الأطفال ، ولم يعد لها دور تؤديه سوى متابعة المسلسلات والسهر حتى خيوط الفجر ومن ثم الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ عصراً . هكذا جرى الحوار الذي كان أغلب شخوصه ممتعضاً من وجود العاملة المنزلية لحبسها الحريات كما رأى البعض ، وللإرهاق المادي وشل يد الزوجة كما رأى البعض الآخر ، لكن أجمل ماحوته هذه ( الجلسة الرمضانية ) هي طرفة أحد العسكريين الذي قال : بأنه عندما سمعت زوجته بالمكرمة الملكية المتضمنة زيادة العسكريين ، وكان وقتها يتبضع في أحد الأسواق ، سارعت بالاتصال به فوراً تبشره بالزيادة ، وتذكره بوعده لها : ( خلاص راتب الشغالة جاء من ربنا ) وأشار إلى أنه يبحث عن مخرج ! .. ولكنه أحسن حالاً من ذاك الذي هجرت زوجة ابنه المنزل وذهبت إلى أهلها بداعي عدم وجود شغالة ، رغم أنهما حديثا عهد بالزواج فلم يمض على زواجهما خمسة أشهر! . أعتقد والله أعلم أن هذه المشكلة ستظل ، وستتطور ، طالما أن الفتيات لايجدن الأم القدوة التي تقوم بأعمال بيتها من تنظيف وطبخ وتشركهن في هذا العمل ليظهرن أمهات صالحات ، وكل عام وأنتم بخير.