قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس ان السلطة الفلسطينية مهددة بالزوال في حال فشل التوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل. وقال في تصريح للاذاعة العامة الاسرائيلية "اذا فشلنا ولم نتوصل في نهاية المطاف الى اتفاق (سلام) لن يعود لنا وجود كسلطة فلسطينية". ولم يتطرق عريقات الى احتمال ان تسيطر حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على الضفة الغربية في هذه الحال، كما تسيطر على قطاع غزة. وقال عريقات "يمكننا ان نصنع السلام، هذا ممكن". إلى ذلك، رأى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امس انه يجب ايجاد "صيغ جديدة" لحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني بدون ان يحدد طبيعتها. وقال نتانياهو "يجب استخلاص العبر من 17 عاما من المفاوضات، وهذه المرة ينبغي علينا ان نفكر في صيغ جديدة وايجاد حلول فعالة لمشكلات معقدة"، بدون ان يحدد طبيعة "هذه الصيغ الجديدة". وكرر نتانياهو القول في تصريحات بثتها اذاعة الجيش مع بدء اجتماع مجلس الوزراء "نريد تسوية تاريخية مع الفلسطينيين تصون مصالحنا وخاصة في المجال الامني". وصرح رئيس الحكومة الاسرائيلية الاسبوع الماضي انه ينوي اجراء استفتاء في حال توصل الى ابرام "اتفاق اطار" يحدد الخطوط الكبرى لتسوية نهائية للنزاع مع الفلسطينيين. واطلق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الخميس في واشنطن المفاوضات المباشرة التي كانت متوقفة منذ 20 شهرا. وتهدف هذه المفاوضات الى التوصل الى اتفاق اطار في خلال سنة لوضع حل دائم للنزاع واقامة دولة فلسطينية. من جهة اخرى، وصفت صحيفة نيويورك تايمز أمس وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بأنها أقل قدرة على رسم سياسات الإدارة الأمريكية إزاء قضية الشرق الأوسط من الدفاع عن سياسة إدارة أوباما إزاء تلك القضية، وأنه ليس لديها الآن خيار آخر غير الخوض في غمار عملية السلام الشاقة ، وأنها ستقف في خضم المفاوضات الجارية بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عندما يجتمعان يوم 14 سبتمبر المقبل في مصر، حيث سيكون دورها وفق ما أفاد به العديد من المراقبين تولي المسؤولية من خلال مبعوث الإدارة الأمريكية الخاص جورج ميتشل ، عندما تصل تلك المفاوضات بين الجانبين إلى عقبات خطيرة. وأضافت الصحيفة أن تلك المفاوضات تعد الاختبار الأكبر حتى الآن لكلينتون، فهي يمكن أن تعزز إرثها كدبلوماسية ماهرة إذا ما تمكنت من حل اللغز الذي فشل فيه زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون، لكنها يمكن أن تشكل أيضا خطرا بالغا على أي طموحات سياسية تتطلع إلى تحقيقها في حالة الفشل. وعبرت الصحيفة عن تفاؤلها إزاء إمكانية نجاح كلينتون في مهمتها الصعبة من خلال مشهد نتنياهو وعباس وهما يتحدثان في ود الخميس الماضي أمام موقد الرخام في مكتبها وما سبق ذلك من مكالمات هاتفية لم تكد تتوقف خلال الأسابيع التي سبقت هذا اللقاء عندما كانت تحاول إقناع الفلسطينيين للدخول في تلك المفاوضات وحشد الدعم لها من الدول العربية المجاورة مثل الأردن ومصر.