« لاحظ فرع معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بالمدينةالمنورة، أن هناك بعض الأفراد يمكثون داخل سياراتهم لفترة طويلة في موقف المسجد النبوي الشريف، لينعموا بهواء مكيف سياراتهم، أو أنهم ينامون بداخلها لينعموا بالهواء البارد، وحيث أن هذه الظاهرة يحتمل أن تزيد في هذه الأيام في العشر الأواخر من رمضان، مما يضاعف خطورة هذا الأمر الذي لا يدركه الكثير من الناس، ومن حين لآخر تطالعنا الصحف المحلية بموت من يفعل هذا الأمر، فكم كان مكيف السيارات سببا في موت من كان بداخلها، عندما كانت متوقفة لفترة طويلة، حيث وجد غاز أول أكسيد الكربون طريقه ميسرا، ليرفع تركيزه بداخل حجرة السيارات، ومن ثم يتسمم الدم بسرعة فائقة بهذا الغاز، وبمقدار يصل من 200 الى 250 ضعفا عن قدرة تسممه من غاز ثاني أكسيد الكربون، ومن خطورة هذا الغاز أنه يسبب النعاس ثم النوم العميق ثم الغيبوبة ثم الموت تباعا، إذا لم ينقذ المصاب، وقد يمر أحدنا ويرى أناسا نائمين داخل سياراتهم وهي تشتغل، وهم ينعمون بهواء مكيف سياراتهم، دون أن يدرك أنهم قد مروا بمرحلة النوم العميق أو الغيبوبة التي تجر الى الموت، ولم يقدم لهم شيئا لإنقاذهم. لقد نشرت الصحف المحلية مؤخرا، أن عروسين كانا ينعمان بهواء مكيف داخل سيارتهما، ظلا يتجاذبان أطراف الحديث لمدة طويلة، وهما ماكثان داخل سيارتهما أمام منزلهما، مما سمح لهذا الغاز أن يدخل حجرة السيارة بكمية كبيرة أدت الى وفاتهما، وهناك حوادث عديدة مماثلة لموت عوائل كاملة داخل سياراتهم، بل موت كل من كان في حافلة كانت تحمل حجاجا في أحد مواسم الحج السابقة، عدا سائق السيارة الذي كان قد فتح النافذة التي بجانبه.» * * * كان هذا موجز خطاب عاجل، بعث به الدكتور عبد البديع حمزة زللي، رئيس وحدة البحوث البيئية والصحية بفرع مركز الحج بالمدينةالمنورة، الى كل من مدير عام إدارة الدفاع المدني، وسكرتير لجنة الحج بالمدينةالمنورة، طالبا سرعة تنبيه إدارة تشغيل الموقف عاجلا الى هذه الظاهرة الخطيرة، لتكليف رجال الأمن لديهم بمنع مكوث الأفراد في السيارات ومحركاتها تدور، تفاديا لاحتمال التعرض للموت في داخل السيارات، وفي الوقت نفسه الابتعاد عن إمكانية تزايد تركيز الملوثات في هواء الموقف، الذي قد يعرض الموجودين فيه لفترات طويلة الى مشكلات صحية وذهنية. تلك معلومات هامة، المرجو من الدفاع المدني تعميمها في جميع أنحاء البلاد، وليس مكةالمكرمة أو المدينةالمنورة، ومن الضروري ترتيب حملات إعلانية لتوعية الجمهور بهذه المخاطر.