يقول الفرزدق (ستعلم أن الكاذبين إذا افتروا ...علي إذا كر الحديث المرجم ) وأقول أنا: إن الكتابة للبسطاء هي عمل إنساني وأن تناول هموم الناس هو أدب تعشقه النفوس الطيبة وتحبه الأيادي التي تكتب بلغة تختلف عن رص المفردات البلهاء هذا الفعل الذي لا تعرفه الأيادي التي تمارس في الخفاء كل الأفعال النجسة ، أما أن تكتب للناس بهدف أن تكون الكتابة أجنحة الفرح التي تصنع من الحبر نسرا يحلق بأحلام القراء فهذا هو أجمل ماعندي ، إلى هنا والأمور عادية لكن أن يمارس من يرفض الفكرة ذات الفعل وينسى كل ما قاله ويقوله فتلك والله مأساة وسقوط عجيب وهنا يكمن الخطر لأن هؤلاء يقولون مالا يفعلون ويخلطون بين الصدق والكذب ولا يلتزمون لا بالقول ولا بالفعل ويعيشون حالة ارتباك في الذات الأنانية وهي كارثة أن تجد من يحتل مساحة يملؤها بالوهم والخرابيط ويرى أنه الجهبذ الذي لا نظير له والفارس الذي لا يسبق كما يعتقد في ذاته سمات التفوق ويمشي وهو يتلفت وهو يظن أن الكل يشير إليه والحقيقة انه لا جهبذ ولا يحزنون كما انه لا يختلف عن كاتب الضبط في ترتيب الكلمات وتوظيف السجع الرخيص في كل كتاباته والكتابة لغة لا علاقة لها بالوهم ولا الكذب ولا الفشخرة .،، هكذا تقف البومة على جسد السعفة وتملأ المكان بصوتها المملوء بالكره والتشاؤم وهي تعتقد أنها تغني والحمار كذلك يمارس ذات المهمة ويكرر النهيق باعتقاد انه العندليب ومن حسن حظ هذا الطائر الذي يكرهه الكثيرون بحجة التشاؤم إنني اقبله منذ كنت طفلا يوم كنا نسميه باللهجة الفرسانية ( سبج ) وكنا نغني له فيستمع إلينا ومن ثم ننقض عليه ونمسكه وهو في حالة طرب ومن هنا أقول لمن يرى في الكتابة للناس أنها فكرة لا تختلف عن كتابة المعاريض أنها عندي فكرة مذهلة نكهتها بطعم الكاكاو ولأن مثل هذه الكتابة يستحيل أن تأتي من صدر جدار أو من نهيق حمار بل تولد في صدر إنسان ؟؟ خاتمة الهمزة ....قبل أن انتهي سوف اغني للبومة أغنية فرسانية يقول مطلعها ( سبج الحوافي يغيب سنة وياجي... رقد ..رقد ..رقد ) وتنام البومة وتقع في الأسر وقبل الخاتمة أنا لا أتمنى سوى أن اغني للحياة واكتب للناس وكلي يقول لهم شكرا لأنهم هم أهم مفرداتي هذه خاتمتي ودمتم !!!! [email protected]