أكدت د. سناء عابد "الداعية الإسلامية المعروفة" بأن الدين الاسلامي لا يحتاج إلى جهد كبير لإقناع غير المسلمين به ، وبينت من خلال حوار " المدينة" عددا من القصص التي دخلت صاحباتها الإسلام من خلال مكتب الجاليات ،وأكدت عابد أن كل عمل دينيا أو دنيويا يحتاج إلى التطوير والتجديد ، وبينت أن ابرز الصفات التي تحتاجها الداعية عند دعوة غير المسلمين هي العلم فلا دعوة بلا علم ، وشددت على أهمية وجود مؤسسات لتأهيل الداعيات ، وكشفت أن لوالديها الأثر الكبير في تشكيل شخصيتها ،وغيرها من المحاور في هذا الحوار : اعتناق الإسلام *إلى أي مدى ساهمت مكاتب الدعوة والإرشاد في توعية الجاليات غير المسلمة؟ مكاتب الدعوة والإرشاد مهمتها الأساسية توعية الجاليات ودعوة غير المسلمين إلى الإسلام ولها عدة فروع في مناطق المملكة ونحن فرع من هذه الفروع يفد إلينا كثير من الناس ودخل عن طريقنا في الإسلام الآلاف من غير المسلمين بفضل الله . * كيف ترين إقبال الجاليات على اعتناق الدين الإسلامي ؟ ديننا الإسلامي دين عظيم لا نحتاج فيه إلى جهد كبير لإقناع الناس به فكثير من غير المسلمين مجرد حضورهم في بعض الحلقات أو رؤيتهم لمظاهر الإسلام كالصلاة جماعة أو الوضوء أو بعض الأخلاق من المسلمين يأتون ليعلنوا إسلامهم . قصص عايشتها * ما أبرز القصص التي عايشتها في مكتب توعية الجاليات بجدة ؟ هناك قصص كثيرة يوميا أحيانا وأسبوعية تمر علينا في المكتب اذكر آخر قصة .. كان لمكتب الجاليات معرض في ردسي مول ومرت امرأة بولندية بجانب المعرض فلحقت بها أخت من الأخوات المسؤولات وأعطتها كرتا فيه عنوان مكتب الجاليات وقالت لها: إذا أردتِ أن تعرفي عن الإسلام تستطيعين الاتصال بهذا العنوان وأعطتها عدة كتيبات، السيدة البولندية غابت سنة ثم رجعت إلى مكتبنا لتعلن شهادتها وعند الحديث معها أخبرتنا أن سبب اهتمامها بدراسة الإسلام ما شاهدته من حرص المسؤولات على تسليمها العنوان والكتيبات تحضرني قصة أخرى ( سيدة رأت مشهد الصلاة في الحرم وأرادت أن تعرف عن الإسلام ولكنها لم تعرف الطريق للوصول والسؤال حتى جاء يوم كانت تمشي في الشارع فوجدت لوحة المكتب فزارتنا في المكتب وبدأت تسأل عن الدين وكتب الله لها الدخول في الإسلام بسبب لوحة المكتب . تجديد الأساليب *هل برأيك دعوة الجاليات تحتاج إلى تجديد في الأساليب المطروحة في الدعوة ؟ وكيف ذلك؟ كل أصحاب عمل مهما كان العمل دينيا أو دنيويا يحتاجون إلى التطوير والتجديد والزمن الذي نعيشه تسير فيه عجلة التطور بسرعة هائلة وأنا في رأيي أن الدين يظل بجماله وروعته ولكن نحتاج عند إيصاله للآخرين إلى تطوير وسائلنا باستخدام وسائل الاتصال الحديثة لتسهيل وصول المعلومات للآخرين كالأنترنت فبعد أن كنا نتكلف أموالا طائلة لإيصال الكتب للناس أصبح من السهل عليهم الاطلاع على الكتب بضغطة زر . صفات الداعية *ما هي أبرز الصفات التي تحتاج لها من تنضم لركب توعية الجاليات ودعوة غير المسلمين؟ ابرز الصفات التي نحتاجها عند دعوة غير المسلمين هي العلم لا دعوة بلا علم ..والأخلاق وضرورة معرفة أدب الحوار مع الآخرين فكثير من الناس بسبب حسن الخلق وحسن التعامل يقبلون على الدين . *المسلمة الجديدة كيف يتعامل المكتب معها من خلال تعليمها مفاهيم دينها الجديد؟ إذا أعلنت السيدة دخولها في الإسلام يعطيها المكتب هدية المسلمة الجديدة وهي عبارة ( قرآن بلغتها – شرشف صلاة – وسجادة – وحجاب – كتب ) لتتعلم أمور دينها من خلال دروس أسبوعية كما أننا نرتب لهم رحلة عمرة ورحلات لزيارة المسجد النبوي ويقوم المكتب بتنظيم رحلة للحج حتى يستطيعوا أداء فروضهم . قلة الداعيات *إلى ماذا نعزو قلة عدد الداعيات وما مدى حاجة الأوساط النسائية لهن؟ مجتمعنا مجتمع مسلم بفضل الله وكثير من أخواتنا درسن تخصص الدراسات الإسلامية ولكن القليل منهن يمارسن الدعوة لله وذلك للأسباب التي من وجهة نظري : 1.عدم معرفة الاحتياج الموجود لتعلم الدين . 2.عدم الفهم للمسؤولية الملقاة على عاتقنا اتجاه العالم 3.الخجل المذموم الذي يمنع قول الحق . 4.فتور الهمم عن كسب الأجر 5.عدم معرفة عقوبة إهمال ترك الدعوة صعوبات *ما هي أبرز الصعوبات التي تواجه الداعيات؟ أول صعوبة النفس والهوى لأن كثيرا من الداعيات مشكلتها مع نفسها قبل الآخرين 1.عدم توفر الإمكانات المادية 2.عدم القدرة على تنظيم الالويات في حياتنا مؤسسات تأهيل الداعيات *هل تؤيدين إيجاد معاهد ومؤسسات تؤهل الداعيات للدعوة ؟ وكيف ذلك؟ نعم وجود المعاهد ضرورة لتأهيل الداعيات للدعوة لأننا نحترم التخصص الدنيوي فمن باب أولى احترامنا للتخصص في الدين فقد أصبح الآن من له علم أو ليس لديه علم يتحدث في الدين وهذا مما سبب ضررا كبيرا جدا ثم أن دعوة غير المسلمين فن لا يتقنه كثير من الناس . *كيف تستطيع الداعية أن توفق بين عملها في الدعوة وبين أسرتها؟ هذا السؤال كثيرا ما يوجه فقط للداعيات وأنا أسال أليس العمل الوظيفي قد يتم التعارض فيه مع المنزل فكيف يتم التوفيق الإجابة واحدة سواء للعمل الوظيفي أو الدعوي الإجابة تكون أولا معرفة الالويات ثانيا بتنظيم الوقت ثالثا بالاستعانة بالله وسؤاله التوفيق والداي أثّرا على شخصيتي *هل هناك شخصية دفعتك لتكوني داعية ؟ وكيف ذلك؟ أول شخصية لهما التأثير في شخصيتي والدي ووالدتي ومن ثم واجهت كثيرا من الذين حببوني في دين الله منهم المدرسات ومنهم خطباء المساجد *ما أبرز الصعوبات التي واجهت د. سناء عابد؟ بفضل الله سبحانه وتعالى ليست هناك صعوبات اذكرها فكل صعوبة كانت تأتي كصعوبة طبيعية يذللها الله سبحانه وتعالى جارة اسمها "سناء عابد" *ما هي أطرف المواقف التي تذكرينها أثناء الدعوة؟ المواقف كثيرة ولكن عندما أسال أصاب بفقدان ذاكرة تحضرني قصة رأيت أضواء عزاء على بيت جيراني وكنت حديثة سكن في الحي فذهبت اليهم لأعزّي ولم أكن أعرف أحدا منهم وسألت احدى الأخوات أين أهل الميت؟ لأني أريد أن أقول كلمة تصبرهم في فقد ميّتهم فقالت الأخت: جزاك الله خيرا وهم يحتاجون وقد ذكر لنا الناس أن هناك داعية اسمها سناء عابد ( جارتهم ) ولم تأت لتعزية الناس فشكرا انك ستقومين بذلك نيابة عنها تحدثت مع الناس وعندما هممت بالخروج جاءتني الأخت وقالت : هل ممكن أن أتعرف عليك؟ قلت لها: نعم أنا سناء عابد . *هل تؤيدين الظهور الإعلامي للداعيات في القنوات الفضائية ؟ ولماذا؟ الإعلام وسيلة مهمة جدا في الزمن الحالي لنشر دين الله ولكن لابد من مراعاة طريقة الظهور المناسبة للدين حتى يتم التبليغ بالصورة الصحيحة .