“طاش ما طاش” ارتبط هذا العنوان بشهر رمضان المبارك ارتباطًا إلزاميًّا لا مفر منه حتى أخذ جيلاً كاملاً منذ أن أُنشئت حلقاته، وطُرحت فكرته متوسطة الطرح، والفكرة -حينذاك- ولكن كان يخفي أمورًا لا نعلمها، وخفايا لا نراها، فكان العرض في بداية أمره تأسيس قواعده للتحكّم بفترة هذا الوقت الثمين، وذروته من الشهر الكريم لأعوام متتالية، وحين تحكّمت هيمنته خلق من زمنه الطويل جمهوره فامتلك جيلاً منذ بدأت حلقاته التي تسلل من خلالها بالكوميديا لرسم البسمة على وجه الصائمين، وكأن حال الصائمين غضبى حتى أن يروا تلك الروايات فيبتسموا ويتبسموا، ويعود اليهم الفرح والمرح، والانبساط، فانخرط هذا المفهوم إلى العقول فترسخ فكره على ذاك النهج، إنها قصص من الواقع وروايات بنكتة منعشة، وبعد ترسيخ هذا المفهوم ظهرت الهيمنة التي أصبحت ضرورية مع السفرة الرمضانية، فكبرت حلقاته، وتمددت أفكاره بعد أن كانت بسيطة العطاء، متواضعة الطرح، فكبر نهجه ليصبح خلاف ما كان عليه بجراءة طرحه، وغرس أفكاره الغريبة التي تبتعد كل البُعد عن المفيد والمستفاد منه لننظر بعين العقل كيف تجرد من حقيقته الأولى حين دخوله بخطواته الساكنة من خلال تكهنه أنه يحمل إلينا البسمة بأطروحاته ورواياته الهادفة المتواضعة؛ ليكتسب الثقة فاكتسبها، وبعد هيمنته للوقت والجمهور أصبح نافذًا بقوته وخبرة ترسانته الممتدة لسنوات، فظهرت علينا حقائقه المقصودة حين لا ينظر للطرح، ولا لمن يشاهد الطرح، فلا مبالاة لصغير، أو احترام لكبير لتكتب الروايات بأي قلم كان ما يكون دون مراقبة من رقيب، وبأي فكرة او طرح، فالكل مقبول دون مراعاة للمتلقي الذي كان ذا أهمية كبرى سابق القول، ولا منهجية تدرك حرمة هذا الشهر الكريم حق قدره وفضله واحترامه، ليبقوا المتلقي أمامهم ساذجًا ليتناول الرواية والنص منهم ككوب الماء البارد الذي يتناوله حين فطره بهيمنة دكتاتورية التحكم بالوقت الثمين الذي تحضره الأسر وأبناؤها على موائد الإفطار.