فضيلة الشيخ الدكتور مسعد بن مساعد الحسيني عضو هيئة التدريس بالجامعة ألقى محاضرة بعنوان “معالم المحبة والإكرام بين الآل والصحب الكرام” ذكر فيها طرفًا من دلائل الألفة والمحبة والصفاء بين آل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، مؤكدًا أنه لا يسوغ لذي عقل أن يشكك في فضل آل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وفي تعاونهم على نصرة الدين وتآلفهم وتراحمهم فيما بينهم، ومشيرًا إلى ضرورة مدارسة فضائلهم للاقتداء بهم، فقد كان السلف يعلمون أبناءهم فضائل أبي بكر وعمر كما يعلمونهم السورة من القرآن. وقال الحسيني إن أعداء الدين حين لم يجدوا مطعنًا على الدين عمدوا إلى التشكيك في حملته بالإفك والكذب والبهتان فزعموا أن آل البيت الطاهرين قد وقع عليهم الظلم ليستميلوا العواطف وزعموا أن ذلك يقتضي التشيع لآل البيت ونصرتهم لاسترداد حقوقهم، ولم يجدوا لذلك سبيلًا إلى أن عمدوا إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين اختارهم الله وأثنى عليهم فأطلقوا ألسنتهم فيهم طعنًا وعيبًا، وآذوا النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه ومن آذاه فقد آذى الله. وذكر الحسيني جانبًا من فضائل آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها أننا أمرنا بالصلاة عليهم في صلاتنا، ثم ذكر جانبًا من مناقب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفضلهم. ثم أمضى الحسيني قدرًا كبيرًا من محاضرته في بيان معالم المحبة بين الآل والصحب الكرام من تبادل المحبة بينهم، والمصاهرة بين الآل والأصحاب، وتسمية أبناء بعضهم بأسماء بعض. مشيرًا إلى مداعبة النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي وهو صغير فيحتضنه ويقول: يا شبيهًا بالنبي لا شبيهًا بعليّ، وعلي رضي الله عنه ينظر ويضحك، وما روي عن عمر رضي الله عنه من إصراره على الحسين بن علي أن يحضر مجلسه وفيه كبار الصحابة مع أنه يمنع ابنه عبدالله بن عمر من ذلك المجلس ويقول للحسين حين هاب الدخول عليه كما فعل ابنه عبدالله: “وهل أنت مثله؟”، ومنها محبة عمر رضي الله عنه لعلي واستشارته له في الفتوحات وتوليته على المدينة ثلاث مرات في غيابه، ومنها محبة آل البيت للصحابة وتوقيرهم لهم، وكان عليّ يقول: لا أوتينّ بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا ضربته حد المفتري، وأرسل ابنيه لحماية عثمان حين أراد أهل الفتنة قتله، وكان يقول لمن يتكلم في معاوية: إني أنهاكم عن هذا، ولكن قولوا: إخواننا بغوا علينا. واستدل الحسيني بما حصل من مصاهرة بين آل البيت والصحابة على عظم المحبة بينهم فالرجل لا يزوج موليته إلا لمن يحبه ويرضاه فعلي زوج ابنته أم كلثوم بنت فاطمة لعمر وتزوج هو أمامة بنت العاص بن الربيع بعد وفاة خالتها فاطمة رضي الله عنها، ولا يمكن أن تكون هذه المصاهرات إكراهًا؛ لأن القول بذلك طعن في شرفهم وتشكيك في قوتهم.