قال الضَمِير المُتَكَلّم: أمسِ كان الحديث عن كتاب (موجبات تغيير الفتوى في عصرنا)، للشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، وقد ذكر فيها أن موجبات تغيير الفتوى في عصرنا عشر عرضنا منها: (التغير المكاني، والزماني، وتغير الحال)، وأمّا الرابع فهو: تغير العُرْف: فالفقه الإسلامي يراعي أعراف الناس، ويبني عليها أحكامًا، ومثّل الشيخ للأعراف بصرف الشيكات المصرفية، فلو اعتبرنا القبض كما قرره الفقهاء (يدًا بيد، أو هاء وهاء)، لحرمنا التعامل بالشيكات وهي ضرورة الآن، ولذلك وجب على الفقيه أن يعتبر العُرْف الجاري فالشيك يحتاج إلى يوم أو يومين وقد يحتاج إلى أكثر من ذلك! والخامس: تغير المعلومات: والمقصود تغير المعلومات الشرعية، أو الواقعية الحياتية، فمِن تغير المعلومات الشرعية: أن يبني الفقيه أو المفتي حكمه أو فتواه على حديث معين، ثم يتبين له ضعفه، فتتغير فتواه تبعًا لذلك. وقد يكون الأمر بالعكس. ومن تغير المعلومات الحياتية: ما أنبأنا به علم الفلك ممّا يتعلق بدخول الشهر الهجري، وهو ما يسميه الفلكيون في اصطلاحهم (الاقتران أو الاجتماع) ومعناه: أن تصير الشمس والقمر والأرض في خط واحد، وهذا يحدث في لحظة واحدة في الكون كله، فمن المستحيل علميًّا أن يُرى الهلال في أي بقعة في العالم قبل حدوث هذا الاقتران، فإذا قال الفلك القطعي في شهر ما: إن الاقتران لم يقع بعد، فلا معنى لدعوة المسلمين إلى ترائي الهلال، لأن من شهد برؤية الهلال في تلك الحال إمّا واهم، أو مخطئ أو كاذب! سادس الموجبات: تغير حاجات الناس في عصرنا، فهناك أشياء كان الناس يعتبرونها كماليات، وأصبحت الآن حاجيات، ومن ذلك التعليم المنهجي في المدارس والجامعات، فلم يكن معدودًا من الحاجات والمطالب الأساسيّة من قبل، واليوم أصبح مطلبًا، ولهذا يجب أن يُعتبر في باب النفقات. كما يجب أن يعتبر هذا التعليم -في مراحله الأولى على الأقل- في حاجات الإنسان في الزكاة، وفي تحديد (الكفاية التامة)، وهكذا نجد في عصرنا حاجات كثيرة تستجد على الفقيه أن يراعيها. السابع: تغير قدرات الناس، فقد أصبح الناس في عصرنا أكثر قدرة منهم فيما مضى، لأن العلم الحديث أعطى الإنسان قدرات هائلة، فتطور الطب تبنى عليه أحكام جديدة، وكذلك الاتصالات وغيرها! فاصل.. وغدًا نواصل. ألقاكم بخير والضمائر متكلّمة. فاكس : 048427595 [email protected]