يقول المثل الامريكي الشهير : من يدفع اجرة العازف سيحصل على اللحن الذي يريد .. اكثر من ستين عملا دراميا عربيا اختنقت بهم الفضائيات العربية ...و كلها تغوص حتى اعلى الاذن في الاسفاف و المجانية و السوقية في الفانتازيا: يطفئ باب الحارة شمعته الخامسة و ابشروا بطول بقاء ما دام ( العكيد ) يصدر الاوامر ..و العصا طبعا متيقظة و متحفزة لعقاب المعترضين...و ما دامت المرأة منقبة في الشارع و تغسل قدمي ابن عمها في المنزل و احسن مكأفاة لتجعلها تطير من الفرح ان يتغزل سي السيد بعينيها او يثني على طبخها الاعمال التاريخية: ليست خارج هلالين.. فأي عمل تاريخي يفترض ان يطرح رؤية جديدة لما خطه المؤرخون و الا فقد علته الانتاجية...فما الفائدة اذا كنا سنرى الحجاج يتسلى بقطف الرقاب ..و القعقاع التميمى يحصد جيوش الكافرين.. اليس هذا ما حفظناه عن ظهر قلب , انها عملية ترسيخ مدروسة لما ورد في التاريخ العربي ( وما أدراك ما التاريخ العربى ) فإياكم ان يتسلل الشك الى قلوبكم فيما سبق ان قرأتم...أياكم ان تعملوا العقل على حساب النقل...إياكم أن تفكروا بفكر جديد أو تنظروا لما مضى برؤيا جديدة الاعمال الاجتماعية: الفقر والفقراء مازلوا مغروسين بالطين ليس لتورط حكومات وعدم حسن إدارات لبعض الدول بل نتيجة لغبائهم ونزقهم , والعوانس ليس هناك من سبب لعنوستهن سوى انتقاصهن للفهلوة بمعرفة (صيد ) العريس وصورالمسلم الفاقد للوعى والمتوجس خيفة مما يحاك له من حوله , ولكن مهلا.. أليس من الأولى أن يعى بنفسه ودينه أولا ؟ والخيانات والزواجات العرفية والمخدرات والفشل والسحر والشعوذة , والانوثة الرخيصة بربكم لمصلحة من تخرج وتنتج أعمال كهذه لا تنضح الا بحكايا مملة ومحبطة لعجوز خرفة مستهلكة وجشعة اسمها كاتب السيناريو بربكم من يشتري حتى قبل التصوير و كتابة النص.. ألا يذكركم ذلك ببدوى البازار حين يشترى الخراف على السمع!! استثمارات اكروباتية بلا نهاية ...كلهم جوقة واحدة ..فلا رقيب ولا ثقافة ولا مسؤولية ولا من يحزنون... هناك فقط من يدفع للعازف ..ليستمع للحن الذي يريد. .ولكن قد يجوز إن أنصتم جيدا ان تتعرفوا على من يدفع للعازف . ختاما : يقول شكسبير الدراما هي الحياة بعد ان نقتطع منها الأجزاء المملة.... فعلنا ذلك يا شكسبير ولكننا احتفظنا بالأجزاء المملة وحولناها الى دراما . [email protected]