توجه الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الذي يواجه انتقادات لتغيبه خلال الفيضانات التي ضربت البلاد، أمس إلى المناطق المتضررة بالفيضانات والتقى عددا من المنكوبين، حسبما ذكر مسؤول حكومي. وعاد زرداري إلى باكستان الثلاثاء بعد جولة أوروبية واصلها على الرغم من أسوأ فيضانات في تاريخ باكستان والانتقادات التي وجهت إليه، وزار زرداري أمس مدينة سوكور قرب المنطقة الاكثر تضررا بالفيضانات في ولاية السند، حسبما ذكرت الرئاسة ومسؤول محلي، وقال مسؤول محلي إن زرداري “زار سوكور ليطلع على الوضع وحضر اجتماعات مع مسؤولي الولاية استمع خلالها الى عرض للوضع”، واضاف انه “زار ايضا مخيما للمنكوبين اقيم في مدرسة والتقى منكوبين للاستفسار عن اوضاعهم”. وذكر رئيس هيئة الارصاد الجوية الباكستانية امس أن موجة ثانية من الفيضانات تتدفق عبر الانهار في باكستان، وربما تضر بمزيد من المناطق في إقليم البنجاب وسط البلاد، وقال قمر الزمان شودري إن “الاسوأ لم ينته بعد. الايام العشرة المقبلة ستكون حاسمة للغاية، نظرا لأن الموجة الثانية من الفيضانات تجتاح الآن إقليم البنجاب وربما تضر بالاجزاء الجنوبية من الاقليم”، وأضاف شودري أن منسوب المياه يرتفع في نهر شيناب وربما تجتاح مدينة مولتان البالغ عدد سكانها أكثر من 4.5 مليون نسمة. وتابع “على الرغم من أن السلطات فتحت بعض الصدوع لتخفيف ضغط المياه إلا أنه مازال بالإمكان أن تجتاح المياه المدينة”، وأصبح الوضع متوترا أيضا حول نهر إندوس، حيث تتدفق المياه بسرعة أكثر من 22656 مترا مكعبا في الثانية في منطقة شاشما بإقليم البنجاب، وكانت أول موجة من الفيضانات الناجمة عن الأمطار الموسمية الغزيرة في وقت سابق من الشهر الحالي قد دمرت مناطق واسعة من باكستان مما أضر ب14 مليون شخص وأودى بحياة 1600 آخرين. ووجهت الأممالمتحدة نداء طارئا لجمع 460 مليون دولار لتقديم مساعدات مهمة لستة ملايين من ضحايا الفيضانات. وحذرت الأممالمتحدة من أن التأخر في تقديم هذه المساعدات يمكن أن يسفر عن موجة ثانية من الوفيات في المناطق المتضررة من الفيضانات. وأعلن وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس أن بلاده أرسلت حاملة طوافات الى قبالة السواحل الباكستانية للمساهمة في إغاثة منكوبي الفيضانات الهائلة التي تجتاح هذا البلد، وقال جيتس إن القوات الأمريكية أرسلت السفينة الهجومية البرمائية “بيليلو” إلى قبالة سواحل كراتشي، ليصبح بذلك عدد المروحيات الأمريكية العاملة في جهود الإغاثة 19 طوافة أي “ثلاثة أضعاف ما قدمناه حتى الآن”، وتساهم في جهود الاغاثة حاليا ست مروحيات عسكرية أمريكية أرسلتها الولاياتالمتحدة من افغانستان لمساعدة ملايين المنكوبين من جراء الفيضانات التي تجتاح البلاد. وأضاف جيتس أن “فيضانات باكستان قد تكون اكثر كارثية بالنسبة إلى البلاد مما كان عليه الزلزال الذي حصل قبل سنوات”، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما “يريد المضي قدما في تقديم المساعدة الى الباكستانيين”، وأوضح جيتس ان الطوافات الست التي ارسلت من افغانستان ستعود الى مركز عملياتها في هذا البلد حالما تصل الطوافات ال 19. وحتى اليوم تمكنت هذه المروحيات الست من إنقاذ حوالى ثلاثة آلاف شخص، كما نقلت نحو 146 طنا من المساعدات، كما أوضح المتحدث باسم البنتاجون جيف موريل. وأشار جيتس الى ان حاملة الطوافات “بيليلو” ستحل محلها لاحقا سفينة أخرى هي “كيرساردج”، التي ستتيح تقديم قدر اكبر من المساعدات. من جهته شدد المبعوث الأمريكي إلى باكستان وأفغانستان ريتشارد هولبروك أمس على ان فيضانات باكستان هي كارثة كبرى، وقال أمام مجلس العلاقات الخارجية “حتى وان كان عدد القتلى اقل بكثير من عدد قتلى التسونامي (في المحيط الهندي في 2004) ومن عدد قتلى زلزال باكستان في 2005 او حتى زلزال هايتي، فان العدد الاجمالي للمتضررين هو اكبر بكثير من كل هذه الحوادث مجتمعة”، مشيرا الى ان “الاعتراف الدولي بهذه الكارثة ليس كافيا حتى اليوم قياسا الى حجمها”.