يودع 750 ألف مستخدم ل “بلاك بيري” في السعودية اليوم خدمة “الماسنجر” من أجهزتهم التي كلفتهم خلال الأشهر الستة الماضية أكثر من 1.5 مليار ريال، وذلك بعد قرار من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بإيقاف الخدمة عن الشركات المشغلة للاتصالات المتنقلة في البلاد “STC، موبايلي، زين” ابتداء من اليوم الجمعة؛ لعدم استيفاء شركة ريسيرش أن موشن الكندية “RIM” متطلبات الترخيص للعمل في الاسواق السعودية. وعلى الرغم من محاولات الشركات السعودية الثلاث المشغلة للاتصالات المتنقلة التفاوض مع شركة “RIM” والتي تحاول مصادر مقربة من الشركات السعودية أن تؤكد بنجاح هذه المفاوضات، فإن بيانات الشركة الكندية تشير إلى اصرارها على التمسك برأيها الاحتفاظ بصلاحياتها في تشفير البيانات، وهو الامر الذي تعتقد بعض المصادر أنه سيتسبب في فقدان فرصة عودة الخدمة إلى المشتركين في الاسواق السعودية والاماراتية في أقرب وقت ممكن بعد قرار الايقاف من الدولتين. فيما اشارت مصادر اخرى مقربة من شركات الاتصالات السعودية إلى أنه تسود حالة من التفاؤل بالتوصل إلى نتيجة مرضية لمختلف الأطراف المعنية دون أن توضح هذه المصادر كيفية الوصول إلى هذه النتيجة. وأكدت هذه المصادر أن الشركات المشغلة لخدمات الاتصالات في السعودية ستكون مجبرة لتنفيذ قرار الهيئة بإيقاف الخدمة اليوم الجمعة وإلا ستكون عرضة لغرامات مالية تصل إلى خمسة ملايين ريال للشركة الواحدة غير الملتزمة بهذا القرار، وهو ما لا ترغب أي من الشركات الثلاث الوصول اليه. وتواجه “RIM” مطالب متزايدة من حكومات في شتى أنحاء العالم بأن تتيح لها الوصول لنظام تشفير البيانات لأسباب تتعلق بالأمن القومي. وينذر الخلاف -الذي أبرز حصول دول دون أخرى فيما يبدو على امكانية الوصول للبيانات- بقطع الخدمة عن حوالى مليوني مشترك في خدمات بلاك بيري في دول الخليج والهند. وأفادت أنباء صحفية بأن مسؤولين أمنيين في الهند -وهي سوق نمو ضخمة للاتصالات المحمولة- حذروا من أنه سيجري تعليق الخدمة إذا اخفقت الشركة الكندية في ازالة مخاوفهم. وقال مسؤول أمني: “أوضحنا أن أي خدمة من خدمات “بلاك بيري” لا تستطيع وكالاتنا رصدها بشكل كامل يجب وقفها”. وأبلغ مصدر بالحكومة الهندية رويترز أن الشركة الكندية عرضت اطلاع الحكومة على بعض تفاصيل خدمات “بلاك بيري” لكن الوكالات الأمنية تطلب اتاحة الوصول بشكل كامل لخدمة التراسل الفوري التي تخشى من أن يستغلها متشددون. وقالت “RIM” إن تأمين بيانات بلاك بيري يستند إلى نظام ينشئ المستخدم من خلاله مفتاحًا خاصًا به دون أن يكون لدى الشركة مفتاح رئيسي أو أي وسيلة أخرى تمكنها هي أو أي طرف ثالث من الوصول إلى بيانات الشركات المهمة. واضافت: إنها لم تقدم أي ميزة خاصة لحكومة دون أخرى ولا يمكنها تلبية أي طلب للحصول على نسخة من مفتاح التشفير الخاص بالمستخدم. وقال سلطان المالك المتحدث باسم هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات إن الحظر سيقتصر على خدمة الماسنجر وإن المفاوضات ما زالت جارية لكن موعد فرض الحظر نهائي. وفي الوقت الذي تجري هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية بالمشاركة مع الشركات الثلاث المشغلة للاتصالات المتنقلة محادثات مع شركة “RIM” الكندية للوصول إلى حلول تحقق متطلبات الهيئة، قالت هيئة تنظيم الاتصالات الإماراتية إنها لا تعتزم اجراء مزيد من المحادثات مع الشركة الكندية وأبلغتها بأنها يجب أن تلتزم بالقواعد المنظمة وإلا فستقطع الخدمة. وتقول الإمارات إنها لا تتمتع بنفس حقوق مراقبة رسائل بلاكبيري التي تتمتع بها السلطات الأمريكية. من جانب آخر أكدت مصادر مطلعة في قطاع الاتصالات السعودي أن مفاوضات شركات الاتصالات المشغلة مع شركة (RIM) المصنعة لأجهزة البلاك بيري لا تزال مستمرة من أجل التوصل إلى حل عملي للأزمة التي نشبت حول شروط هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الخاصة بخدمة ماسنجر بلاك بيري. وأوضحت تلك المصادر أنه تم تكليف شركة الاتصالات السعودية بقيادة فريق التفاوض مع شركة (RIM) باتجاه توفير الظروف الملائمة لاستمرار الخدمة مع ضمان تلبية المتطلبات التي طرحتها هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات. يشار الى أن شركات الاتصالات المعنية بخدمة البلاك بيري في المملكة ظلت في حالة اجتماع تفاوضي مستمر مع الجهات المعنية وبخاصة الشركة المصنعة منذ يوم أمس الثلاثاء الماضي. وفي الهند ايضا قال أنديموثو راجا وزير الاتصالات الهندي امس إن بلاده لم تتوصل بعد لاتفاق مع شركة (RIM) المصنعة لهواتف “بلاك بيري” والتي أثارت الحكومة مخاوف أمنية بشأن خدماتها ذات الشعبية الواسعة. وتخشى الهند من أن يسيء متشددون استغلال خدمات “بلاك بيري” إذ لا تستطيع الوكالات الأمنية الوصول إلى الرسائل المتبادلة عبر تلك الخدمات. وطلبت الهند من الشركة عرض حل يعالج المتطلبات الأمنية للبلاد. وأبلغ راجا الصحافيين أن مسؤولي وزارة الاتصالات الهندية ما زالوا يناقشون الأمر مع الشركة الكندية. وقال: “لم نتوصل لاتفاق حتى الآن. نأمل التوصل إلى حل قريبًا”. وقالت صحيفة تايمز اوف أنديا امس الخميس نقلًا عن مصادر لم تكشف هويتها إن الحكومة الهندية قد تحظر خدمة “بلاك بيري ماسنجر” للتراسل الفوري ما لم يتم التوصل إلى حل لكنها ستسمح باستمرار خدمتي البريد الالكتروني والبريد الصوتي. وستأتي مثل تلك الخطوة عقب تحرك مماثل للسعودية التي قالت إنها ستحظر خدمة بلاك بيري ماسنجر اعتبارًا من اليوم الجمعة. لكن مصدرًا بارزًا بالحكومة الهندية أبلغ رويترز الأربعاء أن الشركة قالت إنها يمكن أن تطلع الحكومة على عنوان بروتوكول الانترنت الخاص بخدمات بلاكبيري للشركات وأرقام التعريف الشخصي والهوية الدولية للهواتف المحمولة لمستخدمي هواتف بلاكبيري. بيد أن الحكومة ترى أن ذلك لا يكفي وتريد وصولًا كاملًا للبيانات. وفي ذات الشأن اعتبرت شركة (RIM) الكندية أنه من غير المنطقي أن تلجأ حكومات إلى تشفير الاتصالات الهاتفية، وذلك في الوقت الذي تخوض فيه اختبار قوة مع دول عدة في هذا الخصوص. وقال مساعد المدير العام للشركة الكندية مايك لازاريدس في مقابلة لصحيفة “نيويورك تايمز"”إنه “اذا منع التشفير سيؤدي ذلك إلى اغلاق (الاتصالات) للشركات والمصارف والانترنت”.