هذه خطوة هامّة اتّخذها مجلس الخدمات الصحية؛ لتوفير الإسعاف العاجل في جميع المستشفيات الحكومية، والعسكرية، والخاصة، وتأمين أسرّة لأصحابها على الفور، وذلك لما لاحظته الوزارة من تزايد شكاوى صعوبة الحصول على أسِرَّة للعلاج، في ظل رفض مستشفيات استقبال الحالات الحرجة، ممّا دفع الكثيرين إلى الاستعانة بالواسطات في المستشفيات لتأمين الأسرَّة. وتستهدف هذه الخطوة -كما صرح مسؤول بوزارة الصحة- تحقيق العدالة في توفير الأسرّة للحالات الطارئة، إثر رصد حالات تأخير توفير الأسرّة لمرضى في أوضاع صحية حرجة، ممّا يعرضها للتدهور والوفاة. وطبقًا لمتحدث باسم مجلس الخدمات الصحية، فإن المجلس سيبدأ هذه المهمّة عبر غرفة عمليات خاصة، تتولّى توزيع الحالات بحسب الاختصاص، وتأمين الأسرّة للحالات الإسعافية الطارئة في المستشفيات العسكرية، والحكومية، والخاصة، وستبدأ هذه الغرفة أعمالها في العاصمة الرياض كمرحلة أولى، على أن يعم المشروع مناطق المملكة كافة. * * * إن كثيرًا من المواطنين ذوي الدخل المحدود في مختلف أنحاء الوطن، يعانون شتّى المصاعب في قبول الحالات الطارئة والخطرة لمرضاهم، وحتّى إذا توفر الإسعاف الفوري، فإن الأسرّة التي تلزم للمريض لا تتوفر، وليس من شك أن إنشاء غرف العمليات هذه سيحل مشكلة أساسية وإنسانية، من مشكلات الخدمات الصحية في البلاد. * * * ويستلزم المقام أن ننوه بخدمة جليلة أخرى وفّرتها وزارة الصحة في عهد وزيرها الدكتور عبدالله الربيعة، هي تأسيس برنامج شامل للرعاية الصحية المنزلية، يجنّد فرقًا طبيّة لرعاية مرضى الجهاز التنفسي، مثل الفشل الرئوي، والربو، وتليف الرئتين، واضطرابات التنفس، والمصابين بالأمراض المزمنة مثل السكري، والقلب، والضغط، إضافة إلى مرضى الجروح، والتقرّحات السريرية، كما سيقدم البرنامج خدماته لمحتاجي التغذية الوريدية، والتغذية عن طريق أنبوب المعدة، ومحتاجي القسطرة البولية، من تثبيت، وتنظيف، واستبدال، وكذلك مرضى الجلطات الدماغية، وإصابات الرأس، والجهاز الحركي، وستقدم هذه الخدمات عبر فرق طبيّة مؤهلة ومدربة. كلا البرنامجين وهما غرف الطوارئ، وبرنامج الخدمات الصحية المنزلية، يسدّان ثغرتين من أهم الثغرات في خدماتنا الصحية العامة، وكلاهما يستلزم مساندة إعلامية مكثفة، ليعلم ذوو الحاجة توفرها، والطريق إليها، كما يحتاج البرنامجان لرقابة دقيقة، ومحاسبة أشد وأدق.