تم وضع حجر أساس لعدد كبير من المشروعات الصناعية السعودية بمحافظة السادس من أكتوبر بالمنطقة الصناعية “سي بي سي” السعودية المتخصصة على مساحة 1.5 مليون متر مربع، والتى تضم عددًا من المشروعات في مجالات صناعة البتروكيماويات والتصنيع الغذائي والملابس الجاهزة والمنسوجات باستثمارات تصل إلى 700 مليون دولار توفر أكثر من ثلاثة آلاف فرصة عمل جديدة. ومن المشروعات التي قام المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة المصري بافتتاحها الأسبوع الماضي خلال جولته بالمنطقة الصناعية السعودية مصنع “آرت للسيراميك والبورسلين” باستثمارات مشتركة تصل إلى230 مليون جنيه، وقيمة الإنتاج فيه تصل إلى300 مليون جنيه سنويًا يتم تصدير نحو40% من إنتاجه للدول العربية والأوروبية وبخاصة لأسواق المملكة ومصر والأردن وتونس ولبنان والسودان، والمصنع يعمل بالغاز الطبيعي يقوم بإنتاج مقاسات متنوعة من الأرضيات، كما يقوم بإنتاج أنواع الأدوات الصحية كافة، ويقع بطريق جمال عبد الناصر، وسوف يتم تشغيل المصنع فعليًا خلال الأسابيع القادمة بعد توفير الأيدى العاملة اللازمة لتشغيله. والمصنع يقوم على تكنولوجيا الإنتاج الأنظف التي تعتمد على أساس خفض الهالك وتقليل الآثار البيئية وتأثيراتها السلبية الضارة، بالإضافة إلى تقليل التكلفة عن طريق إعادة تدوير واستخدام المخلفات، علاوة على الجودة العالية المتوافقة مع المواصفات القياسية العالمية مع الترشيد في استهلاك الطاقة والمياه، كما سيتم إقامة سور حول موقع المشروع بارتفاع مناسب مع زراعة حزام من الأشجار بحيث تعمل كمنطقة عازلة للحد من انتقال الأتربة العالقة للمناطق المحيطة، بالإضافة إلى طحن الخامات وخلطها داخل نظام مغلق مع تركيب الفلاتر اللازمة لتجميع الأتربة العالقة، كما تم افتتاح مصنع لإنتاج مكونات الكمبيوتر والمازر بورد باستثمارات تصل إلى 19 مليون جنيه وتصل قيمة صادراته إلى 26 مليون جنيه، كما تم تشغيل مجمع للخدمات المتكاملة يقدم الخدمات التي يحتاجها رجال الأعمال والمستثمرون يضم وحدة للتراخيص بالإضافة إلى قاعات للمؤتمرات والاجتماعات وعيادات طبية ووحدة إسعاف ووحدة مطافئ لمكافحة الحريق ومكاتب إدارية، ومقام على مساحة2000 متر مربع يوفر150 فرصة عمل. قال المهندس عمرو عسل رئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية إن المشروع سوف يكون جاهزًا للافتتاح بجميع مشروعاته قبل نهاية العام القادم، وأضاف أن العلاقات الاقتصادية بين المملكة ومصر تشهد طفرة كبيرة سواء على مستوى التبادل التجاري أو الاستثمارات المشتركة، وقال إنه سوف يتم توصيل الغاز الطبيعي لجميع المشروعات الاقتصادية؛ للتسهيل على المستثمرين وتخفيض تكلفة الإنتاج، وبخاصة أن استخدام الغاز له مزايا عديدة أهمها: تقليل التكلفة الاقتصادية ويساعد على تشغيل المصنع 24 ساعة متواصلة دون توقف. وقال عسل إن تطور العلاقات بين البلدين يمثل قصة نجاح للتعاون الاقتصادي العربي في جميع المجالات حيث يشمل هذا التعاون جميع القطاعات الاقتصادية نظرًا للعلاقات المتميزة بين الشعبين العربيين وحرص القيادات السياسية وعلى رأسهما خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وشقيقه فخامة الرئيس حسنى مبارك في تقديم كل الدعم لزيادة التعاون والتنسيق بين البلدين في جميع المجالات. وقال أسامة صالح رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة إن الاستثمارات السعودية أصبحت تشكل نسبة كبيرة بالسوق المصرية مقارنة بالاستثمارات العربية الأخرى، حيث تعد المملكة من أولى الدول العربية المساهمة في مشروعات عملاقة مما يؤكد على مدى تواصل العلاقات بين الجانبين المصري والسعودي في مجالات التجارة والاستثمار كافة، وقال صالح إن هناك تنسيقًا مستمرًا ودائمًا بين البلدين، معتبرًا أن الاستثمارات السعودية في مصر تمتاز بالاستمرارية على المدى الطويل نتيجة عمق التقارب التاريخي والجغرافي، فضلًا عن الروابط الاجتماعية بين الشعبين، وقال إن الحكومة المصرية تعمل حاليًا على إزالة المعوقات التي تعترض المستثمرين الأجانب مثل: تسجيل العقارات من خلال تحسين وسائل الشهر العقاري، وحل المشكلات التي تعترض إجراءات التقاضي من خلال وجود قانون المحاكم الاقتصادية الخاصة في محاولة لتلافي أزمة التقاضي التي كانت تأخذ وقتًا طويلًا في المحاكم.