(أنا آسف يا بنت العمّ، بسْ ما في وظائف، سامحيني).. هذه العبارة اقتبستُها من خبر منشور في موقع إلكتروني، وقائلها لصّ كتبها على ورقة وتركها في دُرْج مكتب مديرة مدرسة في حفر الباطن/ شمال شرق المملكة، بعد أن كسره وسرق منه الحصيلة اليومية لمقصف المدرسة، ومقدارها (1200) ريال!. ولا أحتاج لأن أكون مُحقِّقاً في الشرطة لأستنبط أنّ اللصَّ مواطنٌ لوصفه المديرة ببنت العمّ، وبأنه عاطل لتبريره السرقة بانعدام الوظائف، وبأنّ لديه حظاً لا بأس به من التعليم لأدبه الجمّ المتمثّل في إبدائه الأسف وطلبه السماح!. لكن كيف نتعامل مع هكذا واقعة؟؟؟ هناك طريقتان، أولاهما هي وصف اللصّ بالظُرْف، وتشبيهه بعلي بابا الذي كان يسرق الذهب من الأربعين حرامي ويوزّعه على فقراء بغداد، أو بروبن هود الذي كان يسرق المال من أغنياء بريطانيا ويهبه لفقرائها، أو بالفرنسي أرسين لوبين الذي كان يسرق لصالح الناس البُسطاء، وعندها نكون قد رفعنا عالياً شعار.. (تحيا اللصوصية)!. أمّا الطريقة الثانية فهي تطبيق المبادئ التالية: (1) اللصوصية والظُرْف لا يجتمعان أبداً)، (2) الخارج على القانون لا يكون نبيلاً في نظر المجتمع، (3) (أساطير الماضي المثيرة غير صالحة للإسقاط على واقع الحاضر الأليم)، (4) إدخال اللصوص للغرابة في سرقاتهم لا تعفيهم من عقوبة خرق القانون، فنحن لا نعيش في أفلام هوليوود أو في مسلسلات لاس فيجاس، و(5) البطالة هي المُسبّب الرئيس للسرقة، وعلينا القضاء عليها والتخلّص منها، فهي باب الفقر، والفقر باب الحرمان، والحرمان باب الانحراف، والانحراف باب اللصوصية (الكبييييير)!. تُرى أيّ طريقة نختار؟!. فاكس 026062287 [email protected]