على غرار المثل القائل تمخض الجمل فولد فأرا ... ولكن هذه المرة بالجملة ... فمنذ يومين سمعت عبر أثير الإذاعه حوارا بين رجل وزوجته وكانت الزوجة تطلب من زوجها شراء بعض السلع بالجملة لما في ذلك من توفير مالي وفرق في السعر عن الشراء بالتجزئة إلا أن ذلك الحوار كان عبارة عن رسالة توعيه من جمعية حماية المستهلك فيه دعوة للمواطنين بأن يتوجهوا للشراء بالجملة وهي حقيقة دعوة لا تفي بالدور المناط بهذه الجمعية ولا ترقي إلى ما يتطلع إليه المواطن ... وهو لا يخرج عما سبق وان دعت إليه وزارة التجارة وهو مشروع البدائل – فبدل الرز التوجه للمكرونه وبدل الخبز التوجه للبسكويت وهلم جرا – إن مثل تلك الدعوات وان كانت مغلفه برسائل توعوية هي أشبه برفع راية الاستسلام لجشع التجار وقلة الحيلة أمام تلاعب كثير منهم .. وبعد قراءة لرسالة الجمعية أرى انه إذا ما آتت هذه الرسائل التوعويه أكلها واتجه المواطن للشراء من محلات الجملة فإنه لا شك ولا مناص من أن يطالها مارد الغلاء وشبح زيادة الأسعار ...فماذا تراها فاعلة إذا ما حدث هذا ؟ إذن ما كنا نصبو إليه من خلال النداءات لجمعية حماية المستهلك كي تتدخل لكبح جماح الأسعار ووضع اطر مقننه وآليات تتابع من خلالها أي زيادة تطرأ على الأسعار كانت نداءات في صحراء خاليه كانت أشبه بالمستجير بالنار من الرمضاء ... ألا تعلم وزارة التجارة أن أسعار السكر والدجاج والزيت والحليب انخفضت بمعدلات ملحوظة في كل بلدان العالم، باستثناء بلادنا؟ كم هو غريب أمر تلك الجمعية التي ربما تحتاج هي إلى حماية فلا تفسير لكثير من صمتها المطبق ونطقها بدعوات لا معنى لها ذلكم الخروج لا يسمن ولا يغنى من جوع ... وليس اغرب من تلك الدعوة إلا عدم تشهيرها بالتجار المتلاعبين والغشاشين بدعوى أن ذلك التشهير فيه إساءة لقبائلهم !! لا تكفي كل علامات التعجب لذلك التبرير المرير في زمن تجلت فيه روح الشفافية .. فكما أن الإرهاب خيانة للوطن وطعن في خاصرته وانتهاك لحرمة المسلمين ومقدرات البلاد كانت وزارة الداخلية لا تألو جهدا ولا تأخذها في نشر اسم الخائن كاملا لومه لائم و دون ادني تحفظ.. كما كانت تحذر في تصريحات مقتضبة كل من يتستر على إرهابي أو يعينه أو يقدم له أي خدمة كبيرة كانت أو صغيرة وتتوعده بمعاقبته تحت قضية التستر ... فلا يقل التاجر الغشاش خيانة ولا لؤما ولا انتهاكا للمقدرات وتلاعبا بالاقتصاد عن ذلك الإرهابي فلوزارة التجارة وحماية المستهلك أن تحذو حذو وزارة الداخلية في الكشف عن تلك الوجوه المتلاعبة الخائنة لبلادها وألا تكون وزارة التجارة سترا لأولئك التجار. ياسر أحمد اليوبي – مستورة