علي النقمي- مكة المكرمةنبه إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط في خطبته أمس المسلمين إلى أمرين عظيمين كثيرا ما يبتلى بهما الناس في هذا الوقت وهما طلب ما عند الغير من النعمة (الحسد)، وثانيهما: التطلع إلى الدنيا بزهرتها وزخرفها فتتعلق نفس المرء إليها فتتشتت أعماله وأفكاره مما يعود له بالشقاء والمحنة. وقال خياط موصيا بتقوى الله في مقدمة خطبته: إن طموح المرء إلى بلوغ الدرجات العلى وابتغاءه الفضائل وتطلعه إلى الأفضل والأكمل دليل واضح على طيب جوهره وكرم معدنه واستحقاقه بالظفر بكل خير يرتفع عن ساقطي الهمة القاعدين عن طلب الخير والعكس من ذلك أن يعمد أناس إلى التطلع إلى ما لا يصلح أن يطمح إليه العاقل ولا يجوز أن تصفو إليه نفسه من اقتراف السيئات وارتكاب الخطايا واستباحة المحرمات التي حذر منها الإسلام وحذر من غشيانها. وأشار الشيخ خياط إلى أن من ذلك التطلع ما في يد الناس مما حباه ربه من فيض النعم فيتمنى زوالها عنه وتحولها إليه ومنها التطلع إلى ما جعله الله للمعرضين عن آيات ربهم المكذبين برسله من زهرة الحياة الدنيا وزينتها فتنة واستدراجا فحذر الله نبيه وأمته من الاغترار به لأنه نعيم زائل وغرور يضمحل فقال تعالى: (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى). وطالب إمام وخطيب المسجد الحرام إلى عمل المرء وفق مما شرعه الله في كتابه الكريم وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم محذرا من أمر خطير وهو: أن التطلع إلى الخير الذي يتوق إليه المسلم إلى الرفعة لا يصح أن يتخذ طريقا إلى المحذور كمن يكون سببا ووسيلة للإعجاب بالنفس بعين الرضا واعتقاد الكمال وإلى النظر إلى ما غيره بعين التنقص والازدراء والتحقير، أو أن يكون سببا إلى الفخر على الناس أو البغي عليهم ، ولا يصح كذلك أن يكون طلب الرفعة سببا إلى التباغض والتشاجر إلى ما تقطع به الوشائج بين المجتمع المسلم.