جرت العادة أن يكون الرجل هو المتصدر رقم واحد لقوائم الأنظمة والقوانين والتشريعات الدينية والوضعية، وهو صاحب المقام الأول في أي أمر يتطلب الرشد والحكمة و القوة والعقلانية والرعاية، بحكم أن الله ميزه بخصائص تجعله محلاً وأهلاً لتلك المنزلة. وكذا كرم الله المرأة أما وأختا وزوجة وبنتا، وأوصى رب العزة والجلال بالإحسان إليها - ويتدرج هذا الإحسان ويرتقي إلى الأم-، وقد تعاطى البعض منهم والمتسلطون خاصةً مع هذه الخصائص من منظور ذكوري بحت يحكمه إرث العادات والتقاليد الوضعيةالبالية لا التشريع السماوي، مستندًا إلى أن المراة مخلوق من ضلع أعوج، وجعل من (اكسر للحرمة ضلع يطلع لها ألف ضلع) مبدؤه ومنطلقه الأساسي الذي مارس من خلاله ألوان التسلط والظلم والقهرعليها، فبنى بينه وبينها سدودًا ومسافات ممتدة من القسوة والجبروت والكِبر، ولم يعط نفسه مجالاً كي يقرا مفاتيح شخصيتها التي اختصها الله بها فعوضًا عن أنها امرأة فهي إنسان أولاً وآخرًا، وهو كي يثبت أنه رجل ولي عليها قام بسلب حقوقها حتى لاتخالفه في رأي أو تزعجه بمعارضه، لم لا!!فحكمه يجب أن يكون نافذًا لايقبل المناقشة، ورأيه هو الصحيح، وقراره لايتنازل عنه، فلايسمع إلا نفسه ولايرى إلا صورته فقط، وتبقى المرأة وخاصة من لاحول لها ولاقوة بين مفترق طرق إما ان تواجه أو أن تصمت، وفي كلتا الحالتين ستسوء أوضاعها. سيدي الرجل المتسلط.. حتى لاتحرج رجولتك وتفرضها، اعلم أن المرأة لاتحتاج أن تمارس عليها كل تلك الطقوس، فهي تدرك وتعي تمامًا مفهوم الولاية جيدًا، و الحمد لله مرات ومرات أنها لم تخلق من تحت قدميك! ولا تتناس قول الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم (استوصوا بالنساء خيرًا). عذب الكلام.. (لن تجد ناجحاً واحداً وصل إلى القمة من غير أن يستند في طريقه إلى امرأة، أمًا كانت أو أختًا أو زوجة). [email protected]