يأجوج ومأجوج قوم لا يفقهون قولاً دأبهم كقوم إسرائيل التي لا تقيم وزناً ولا حساباً لأعراف وقوانين واتفاقيات دولية، فينقضون الوعود والعهود والمواثيق ويستشرون ظلماً وطغياناً في حصارهم للمدن الفلسطينية وحجب كل المعونات عنها وضرب السفن المتطوعة الحاملة للعلاج والمؤن المتجهة إليها لاسعاف الجرحى والمشردين جراء القذف الجوي الموحش. لقد عمدوا إلى جعل هذه المدن معزولة تماماً بلا حيلة عن العالم تحت أوضاع خانقة ومصير مجهول وتحويلها إلى مدن هياكل واطلال وركام عامدين منذ عقود لتصفية هذا الشعب المناضل الصابر هكذا هو قانون الإبادة الإسرائيلية. ولكن قدر الله لآت كي يعود الشعب الفلسطيني سيداً على أرضه السليبة، أنه أمر إلهي مقضيُّ حيث تتهدم كل الجدران الصلبة والسدود الوهمية التي يتكئ عليها الكيان الإسرائيلي بعنجهيته وتاريخه المعهود الهش حين حصلوا بموجب وعد بلفور المزيف على “فرمان” لإقامة دولة إسرائيلية على أرض فلسطين واغتصابها من شعبها. فليعلموا إن الوعود الباطلة لا تصنع سوى أمة وهمية زائلة لا ولن تدوم أمام أمة الحق المبين، فإنهم لن يستطيعوا ان يطمسوا الشواهد التاريخية على عروبة هذه المناطق، التي سمح لهم اهلها الاجاويد العرب النشامى بالبقاء على مدار الزمن القديم كأقلية والاسترزاق من طيبات هذه الارض العربية الهوية. فليعلموا علم اليقين ان هؤلاء الفرسان العرب لم يستكينوا ولم يخضعوا يوماً، والتاريخ خير شاهد عليهم في ساحات النفير والوغى حين يمزقون كل عدو متجبر ظالم كل ممزق. وسبق ان حرروا المسجد الاقصى الذي كان اسيراً 880 عاماً في أيدي الصليبيين على يد القائد الفذ صلاح الدين الايوبي الذي وحد كلمة المسلمين وحاربهم ودخل مدينة القدس منتصراً عام 1187م. وان مرور ليلة الاسراء والمعراج انما هو نذير وعلامة وبشرى ليعيد التاريخ نفسه في توقيت معلوم إلهي يسترجع هذا التواصل بين المسجد الحرام والمسجد الاقصى، بعد ان جاوز الظالمون المدى وتصبح كلمة الله هي العليا.