* كان ودي أن آخذ القارئ إلى مساحات خضراء من الارتياح والتفاؤل ونظرة مشرقة لاستشراف المستقبل إلا أن الوقائع والأحداث لم تبق ولم تذر أذناً إلا وأسمعتها ولا عيناً إلا وأبكتها ليس حزناً على الحال الواقعة بالناس، بل حزناً وكمداً على ما آل اليه حال الناس من الغفلة واللهو والاستخفاف أو التبسط لأمور تشغل العالم، والعالم الغربي تحديداً مما يؤول إليه سكان الأرض بهذا الزمن. بينما مسؤولونا شاغلهم التلاعب بالأموال، وشبابنا شغلوا أنفسهم باللهو ومضيعة الوقت، أما أسرنا فقد انشغلوا بماذا يمتلكون من مقتنيات، ورجالنا شغلوا بأين يلهون؟ وإلى أين يذهبون؟ حتى إن عادوا للوطن يتسابقون في استعراض مغامراتهم ومجونهم!!. ثم كيف يستميتون في السعي لكسب المال أيا كان مصدره!! العامل المشترك بين الجميع كيف يرفهون عن أنفسهم وكيف يتمتعون؟!! أما الفئة الأخطر من المتعالمين وليس العلماء، فهم من أخذ بزمام الأمة إلى التيه والضياع فسعيهم من أجل البروز أو الظهور حتى أصبحوا من نجوم الفضائيات وهذا هو سعي الأغلبية من العرب في كل مكان من العالم إلا من هدى الله. * إن محاكاة الواقع اليوم تدل على توجه الناس إلى الملذات بكل الأصناف غير مبالين أو متعظين بمجريات الأمور والأحداث في العالم التي أقل ما يقال عنها ويتوقع أفول عصر الحضارة والعلم وعودة الناس إلى عالم بدائي... بالمعنى الحرفي للكلمة.. من أزمنة غابرة مضت. وهذا ليس فقط بأسباب التفاعلات المناخية الجذرية، بل وما أحدثته الحروب ولا تزال من تجارب على البيئة الكيمائية والنفطية والنووية ضد الإنسان والإنسانية في الكثير من دول العالم، والعالم الإسلامي خاصة وممن؟ من الذين يطالبون بالحرية للأوطان ويدعون العدل والديموقراطية في العالم ولكنهم يشنون الحرب على البشر وكأنهم يتعاملون مع فئران التجارب!! بل وهم من تستثنيهم الحريات الدولية وحقوق الإنسان من قائمة العالم البشري في العالم!!. * إن ما يحزنني ليس صراع الكفر مع الإسلام، فهذا صراع أزلي إنه صراع الحق مع الباطل، قال تعالى في محكم التنزيل (ولن ترضى عنك اليهود وولا النصارى حتى تتبع ملتهم) أعاذنا الله من كل مكروه، ونسأله تعالى أن يثبتنا على دينه. إنما المحزن حال العرب وأوضاعهم المتردية.. فالمستضعفون مطاردون ومطرودون من ديارهم بهدف استحلال أوطانهم والاستيلاء على ممتلكاتهم وثرواتهم.. في حين نجد -المسلم العربي والمقتدر لاهياً عن إخوته من المضطهدين المهضومة حقوقهم والمظلومين فلا يجدون من يأخذ بأيديهم ويناصرهم بل والأسوأ من كل ذلك ما نسمع ونشاهد من حال العرب في أوطانهم حيث الفساد الأخلاقي المتفشي وما يصدرونه على بقية الأوطان العربية من الفحش والفجور فتلك العقليات الجوفاء والضمائر الميتة تجتهد بالغواية وتستعين بشياطين الإنس في جذب السائح العربي وإفساده، عن قرب، فيما يتواصل الإفساد والانحطاط الأخلاقي مما تبثه القنوات العربية لتربي الانحراف، وتقضي على بقية خلق ومبادئ لا تزال تحافظ عليها بعض الشعوب العربية!! والمحافظة.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.