** كان التلويح من قِبل جماعات ضغط إنسانية في بريطانيا باللجوء إلى القضاء في حال وصول مجرمي الحرب الإسرائيليين الذين شاركوا بصورة رئيسة في الغزو الصهيوني البربري على قطاع غزة المحاصر. ** كان مجرد التلويح بهذا الخيار القانوني وراء قطع ايهود باراك رحلته إلى بريطانيا، والعودة إلى إسرائيل، كما عاد نائب رئيس الأركان الإسرائيلي في نفس الطائرة التي أقلّته إلى بريطانيا دون أن يتجاوز وجوده حدود مطار هيثرو. ** ثم جاءت فضيحة الجوازات المزوّرة في قضية قتل القيادي في حماس محمود المبحوح، وكان نصيب بريطانيا منها كبيرًا، واضطر وزير الخارجية السابق ديفيد ميلباند Milband إلى إعلان استنكاره لتلك الجريمة، وكانت عباراته قاسية لم تُرضِ كما يبدو حزب المحافظين الذي كان آنذاك في المعارضة. ** أثناء الحملة الانتخابية أقدم حزب المحافظين بمبادرة من وزير الخارجية الحالي ويليام هيغ Hague على نشر إعلان في صحيفة الجيروزاليم بوست الإسرائيلية يطمئن الإسرائيليين على استمرار العلاقة الوثيقة بين بريطانيا وإسرائيل، ولا شك أن الهدف من ذلك كان وراءه كسب أصوات الجالية اليهودية، وخصوصًا المتشددة منها في بريطانيا ليصوتوا لصالح المحافظين ضد العمال الذي نعته الإسرائيليون مع حليفه الحزب الديموقراطي الاجتماعي بزعامة “نيك كليغ” Cligg بأنه مُعادٍّ للسامية، وجريرة “كليغ” هو أن حزبه منذ زعامة “تشارلز كيندي” كان ومازال يعارض الحرب في العراق. ** في الأسابيع الماضية تعرضت السفيرة البريطانية في لبنان فرانسيس جاي Frances-Guy لحملة شرسة، وأصدر وزير الخارجية “هيغ” قرارًا يجبر “جاي” على سحب عبارة الثناء الوحيدة التي عبّرت بها عن رحيل المرجع الديني في لبنان الشيخ محمد حسين فضل الله، والعبارة كما أوردتها صحيفة الديلي تلغراف الأسبوعية البريطانية هي: إنسان محترم “July, 14, 20, 2010” ولم يكتفِ “هيغ” بهذا الصنيع لإرضاء الإسرائيليين، بل أقدم على دعوة السفراء البريطانيين في الخارج لاجتماع عاجل في لندن، ولابد من فهم بعض نزعات الوزير “هيغ”، فهو من مخلّفات الحقبة التاتشرية المعروفة بانحيازها للحركة الصهيونية، وهو لم يفلح في زعامة الحزب، حيث خسر انتخابات عام 2001م لصالح العمالي “بلير”، هذا البحث في الاوراق القديمة عند “هيغ” سوف يكون له مردود سيئ على الحزب في الحكم.