لم يكن بروز المصورة الفوتوغرافية السعودية سوزان إسكندر وإثبات حضورها الفني مقتصرًا على المشاركة في المعارض الفنية، التي أظهرت فيها مقدار تفردها واحترافها للتصوير، بل إن ظهور إسكندر تجاوز ذلك حيث كانت أول مصورة فوتوغرافية سعودية ترافق المنتخب السعودي.. هذه المسيرة الطويلة مع التصوير الفوتوغرافية والمحطات التي مرت بها إسكندر وما خرجت به من هذه التجربة باحت به ل”الأربعاء” مستهلة بقولها: خرجت من مجال التصوير بحب الناس، وثقتهم والعلاقات العامة الجميلة، كما أكسبتني هذه التجربة الكثير من المهارات المصاحبة لفن التصوير الفوتوغرافي؛ كما أني لم أواجه أي صعوبات في حمل الكاميرا في الأماكن العامة بوصفي امرأة، بل إن ردة أفعال الناس تجاهي كانت لطيفة، ووجدت الكثير من الثناء والتشجيع. ومن خلال هذه التجربة أيقنت أن الفن الفوتوغرافي يتطلب الحب والموهبة أولاً، ثم من بعد ذلك تأصيله بالدراسة، يلي ذلك تعزيزه بالأفكار الجديدة. وكان للرحلات الدولية التي قمت بها من أجل التصوير دور كبير في توسيع مداركي؛ فكل رحله تضيف لي شيئًا جديدًا وجميلاً، فرحلة الأردن مثلاً أضافت لي المعالم الأثرية أشياء جديدة، وكذلك المناظر الخلابة في رحلاتي إلى الدول الأوروبية، ومن ذلك بياض الطبيعة وغروب الشمس. ومن أبرز الرحلات تصوير الراليات في الأردن، وعمومًا كل رحلة أقوم بها تضيف في حياتي أشياء جميلة وأفكارًا أجمل، مما يسعدني في مشواري مع التصوير الفوتوغرافي. وتمضي إسكندر في سرد ذكرياتها وتجاربها مع التصوير مضيفة: بالمناسبة؛ أنا لم أكن أول مصورة فوتوغرافية سعودية، لكن لتخصصي في تصوير البوتريه أثبت وجودي، ولهذا فإني أنصح الشابات اللاتي حولي سواء فوتوغرافيات أو متدربات المثابرة وبذل كثير من الجهد في هذا المجال، خاصة وقد وجدت فيهن حبهن للتصوير، ولمست منهن كل الإبداع التصويري، وأتنبّأ لهن بمستقبل زاهر في هذا المجال. 100 لوحة “عن بعد” وعن مشاركاتها الفنية تقول سوزان: قدمت معرضًا شخصيًّا تضمن مائة لوحة بمقاس متر × 70 سم، وقام بتشريف الافتتاح صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل وكان اسم المعرض “عن بعد”، وهذا ما ينفي الاتهام الذي يوجّه إلي بأن التصوير التجاري أخذني عن التصوير الإبداعي التقليدي، وفي هذا المقام أؤكد أن التصوير التجاري لم ولن يأخذني عن التصوير الإبداعي كثيرًا، فلي بعض الأعمال الفنية داخل الأستديو، وبعضها من خلال بعض الرحلات التصويرية داخل الوطن وخارجه. ويزيد من ارتباطي بالتصوير الإبداعي قربي من بيت الفوتوغرافيين، فأنا بينهم، وعضوة منتمية إليهم، وقمت بإعطاء دورات في بيت الفوتوغرافيين. وهذا الحديث يقودني إلى جمعية التصوير الضوئي وما أضافته للفن الفوتوغرافي، لأقول: لقد سمعنا عن انطلاق هذه الجمعية، وعن لقاءاتهم المستمرة، لكننا مازلنا ننتظر أن يشرق النور من بعد أكثر من عام من تأسيسها. تجربة التصوير الرياضي وتختم سوزان حديثها متناولة تجربتها في مجال التصوير الرياضي قائلة: لم تواجهني أي صعوبات تذكر في مجال التصوير الرياضي الذي وجدت أنه يحتاج إلى عدسات معينة، وتقنية مميزة، وقد وجدت الدعم من زملائي الفوتوغرافيين سواء من الأردن أو المملكة أو البحرين، الذين رافقتهم في رحلة تصوير المنتخب في البحرين وتصوير الراليات في الأردن.