تشتهر الطائف بمميزات طبيعية واسعة الانتشار في مختلف مناطقها، وهو ما جعلها بيئة مناسبة لانتاج أجود أنواع العسل، فهي مدينة الورود التي نصبتها مصدرا رئيسا لإنتاج مختلف الانواع، وعندما تسمى الطائف مدينة الورد فلا بد أن تكون مصدرا رئيسا لانتاج العسل ذي الطعم الجبلي المميز، حتى اشتهرت بأنها من افضل المواقع الجغرافية في انتاج تلك المادة الغذائية التي تحتوي على الكثير من العناصر المفيدة للانسان، فالعسل غذاء وشفاء. “المدينة” تواجدت عند أحد باعة العسل، الذي يعتبر المكان الاصل هو والمحلات المجاورة له في بيع العسل الطبيعي ومعرفتهم التامة به. ويقول طلال هلال اللهبي أحد تجار العسل في الطائف، ان مهنته التي يعمل بها منذ 30 عاما ورثها أبا عن جد، وهو ما جعله يكتسب خبرة طويلة في هذا المجال. ويضيف: ان من اجود انواع العسل هو “الضرم” ويتراوح سعر الكيلو منه بين 800 إلى الف ريال. أما العسل الشفوي فهو من الانواع الجيدة والمميزة، ويأتي من السراة وقرى جنوبالطائف من بني سعد، والعسل الصيفي ايضا له فوائد كثيرة، وهو ثلاثة انواع “طباق، سحاة، ابيض” ويستخدم في علاجات في الحمية والمناسبات والاعياد. أما عبد الله الحارثي “وهو من باعة العسل ولديه خبرة بهذ المجال” فيقول: إن جودة العسل تكمن في الطعم والرائحة، وبحكم الخبرة يعرف “التاجر” المتخصص من النكهة ان العسل هو عسل مرعى أم أنه مغشوش وبه مواد مضافة، لدرجة انه يعرف من رائحة العسل من اين يأتي، ونوع الغذاء الذي تناوله النحل، إذا كان يتناول غذاءه من الاشجار أو الازهار. وأضاف: في الوقت الحاضر يجهل كثير من الناس معرفتهم التامة بأنواع العسل وهل هو مغشوش أم لا؟ وقد يوضح لهم طريقة الكشف المختبرات الحديثة ولكنها باهضة الثمن في الكشف عن جودة العسل. وبيّن أن هناك مواسم للحصول على العسل، إذ إن كثرة الامطار خصوصا على المرتفعات من جنوبالطائف تساعد في نمو الاعشاب والزهور التي يعتمد النحل فيها على غذائه. من جانبه أكد الأكاديمي عبدالله الحارثي، والذي أكد أن فوائد العسل كبيرة ومتعددة، فهو يفيد العاملين في النشاطات الفكرية التى تحتاج إلى تعامل ذهني دائم لاحتوائه على الفوسفور، كما أنه مفيد في الوقاية من الكساح وتقوس الساقين ونخر الأسنان. ويضيف: يستحسن تناول العسل قبل وجبة الطعام مباشرة، لأنه ينشط إفرازات المعدة ولذلك فهو غذاء ملائم للذين يشكون من نقص الحموضة في العصارة المعدية. ويعمل العسل على قتل البكتيريا والفيروسات، إذ إنه يستطيع قتل الجراثيم خلال 10 ساعات، واليفيود خلال 24 ساعة، أما جراثيم الالتهاب الرئوي فإنه يقضي عليها في اليوم الرابع من الاستمرار على تناوله. وقد ثبت علميا أن العسل يحتوي على هرمون نباتي ونوع من الهرمونات الجنسية من مشتقات الاستروجين ومواد منشطة للجهاز التناسلي عند الذكر والانثى، فضلا عن مركبات عطرية مهمة لصحة الانسان وحيويته. يعتبر العسل مضادًا حيويًا طبيعيًا، فهو يحتوي على مادة الأنترفيرون المضادة للفيروسات، والعسل هو المادة الطبيعية الوحيدة التي تحتوي على هذه الوقاية الربانية.