كثر في الآونة الأخيرة إطلاق الفتاوى المثيرة للجدل، ويبدو أن أصحابها أغراهم وأعجبهم الظهور الإعلامي في القنوات الفضائية والصحف، وكذلك الأضواء المصاحبة لها. فما كان منهم إلاّ أن قاموا بإطلاق فتاوى نارية ومثيرة للجدل في محاولة منهم لجذب أكبر عدد من الجمهور ولفت الانتباه أو منافسة الفنانين والمشاهير وغيرهم عبر الإعلام، وذلك على حساب الفتاوى الدينية لمعرفتهم التامة لما ستحدثه من بلبلة واسعة في المجتمع الديني والأوساط الشعبية. إلاّ أن المثير في تلك الفتاوى هو حرص كل منهم أشد الحرص بأن تكون فتواه مميزة وفريدة النوع ولم يتفرد بها شيخ آخر غيره على الأقل في وقتنا الحاضر. ومن المفارقات العجيبة التي لفتت نظرنا هو أن بعض الذين أصدروا هذه الفتاوى ليس لهم صلة بالإفتاء ولا لطبيعة أعمالهم لا من قريب ولا من بعيد. ولكن يبدو أن الكثير في وقتنا الحالي بدأ في تطبيق المثل (خالف تعرف) لتحقيق رغباته أو كما قال الشاعر الشعبي (افعل منكر حتى تذكر)!! وفي ضوء ذلك فإننا لنشعر بالخيبة والأسى من ما وصلت عليه الحال جراء التخبط الواضح في الفتاوى من البعض والتي في الغالب توصف بأنها غير محسوبة العواقب كذلك ما أحدثته من شرخ وجدل داخل التيار الديني والأوساط الشعبية، كما أنها قد تحدث التباسًا لدى الناس وتؤثر على معتقداتهم وأمور دينهم إذا لم يوضع لها ضوابط تنظمها وتحددها. لذلك فإننا نناشد ونأمل من أصحاب الشأن بأن يتم تقنين الفتاوى وأن لا يسمح بإصدارها إلاّ عن طريق الجهة المعنية بالإفتاء، ومن قبل مشايخ أصحاب علم ومحل للثقة مصرح لهم وأن لا يترك الحبل على الغارب لكل من هب ودب وأن يتم محاسبة كل من يتجاوز حدوده في ذلك أو مجال عمله تفاديًا للآثار السلبية التي قد تترتب على تلك الفتاوى. خالد مقبل الجهني - خيبر