ارتفع عدد القتلى في اعتداء انتحاري نفذ الجمعة في قلب سوق بشمال غرب باكستان بإقليم مهمند إلى 102 شخص (حصيلة غير نهائية)، فيما يعد الهجوم الأكثر دموية منذ ثمانية اشهر في البلاد بحسب حصيلة أعلنها مسؤولون محليون السبت. واستهدف التفجير سوقًا مزدحمًا في مدينة ياكاغوند شمال غرب الحزام القبلي الجمعة، مما ادى الى تدمير مبان حكومية وحوانيت وطمر ضحايا تحت الانقاض. وقد تبنت الهجوم حركة طالبان باكستان المتحالفة مع القاعدة والمسؤولة الرئيسية عن موجة الاعتداءات التي تدمي باكستان منذ ثلاث سنوات. وأعلن رئيس الادارة المحلية رسول خان السبت ان “الحصيلة ارتفعت إلى مئة وقتيلين بعد انتشال جثث من الانقاض ووفاة جرحى ليلا في المستشفى”، معبرا في الوقت نفسه عن خشيته من ارتفاع الحصيلة أكثر مع مواصلة السكان عمليات البحث بين الانقاض، وأكد مسؤول آخر ميراج محمد هذه الحصيلة موضحا ان 98 جريحا ما زالوا يتلقون العلاج في مستشفيات اخرى. وكانت الحصيلة السابقة للضحايا اشارت مساء الجمعة الى سقوط 65 قتيلا، بينهم نساء واطفال، اضافة الى 112 جريحا، وكان الانتحاري اقتحم بدراجته النارية البوابة الحديدية لمنزل يضم مكاتب الادارة المحلية في قلب مجمع يضم حوانيت صغيرة كثيرة في قرية ياكاغوند باقليم مهمند القبلي أحد معاقل حركة طالبان باكستان، وتبنى الهجوم قاري اكرم الله المتحدث باسم حركة طالبان باكستان في مهمند، وأضاف أن “الهجوم كان يستهدف اجتماعا لزعماء القبائل الموالين للحكومة في المكتب الاداري لمناقشة تشكيل ميليشيا قبلية ضد طالبان” متوعدا بهجمات اخرى ضد هذا النوع من الاجتماعات في المستقبل. وقال شهود عيان ان عملية التفجير الجمعة الحقت أضرارًا بمكاتب الادارة والحوانيت وسجن ومبان اخرى في هذه المدينة الصغيرة القريبة من الحدود مع افغانستان. وكانت ياكاغوند لا تزال تحت وقع الصدمة صباح أمس بينما جمعت الجثث الملفوفة باكفان بيضاء في مكان استعدادا للصلاة عليها، فيما تجمع اكثر من الف شخص في مقبرة مجاورة حيث كان الموظفون يحفرون مقابر جديدة. وقال محمد صديق الله (27 عاما) وهو بائع مشروبات بعد جنازة “فقدت شقيقين وعثر على جثتيهما اشلاء”، وقال المسؤول المحلي ميراج محمد ان اكثر من ستين جثة دفنت الجمعة ونحو ثلاثين دفنت امس. وأكد محلل الشؤون الامنية امتياز غول مؤلف كتاب يتناول المنطقة القبلية ونشر مؤخرا بعنوان “اخطر مكان في العالم” ان “الهجوم يبدو جزءا من الحملة المستمرة لعرقلة جهود السلام في المنطقة”، واضاف “يبدو ان هناك تنسيقا جيدا بين القوات لزعزعة الوضع ومواصلة العنف”. من جهة اخرى ذكرت مصادر الشرطة الباكستانية انه تم القبض على 85 مسلحا وتدمير ستة منازل ترجع لهم في اقليم خيبر باختونخوا، ونقلت قناة “جيو” الاخبارية الباكستانية عن المصادر قولها ان الاعتقالات جرت خلال عملية لقوات الامن الباكستانية في عدة مناطق بمدينتي نوشيرا وشارسادا في اقليم باختونخوا (اقليمالحدود الشماليةالغربية سابقا)، واضافت المصادر ان منزل امير حركة طالبان في نوشيرا “قاري كامران” كان من بين المنازل التي دمرت. كان ستة مسلحين لقوا حتفهم واصيب آخرون في هجوم انتقامي شنته قوات الامن الباكستانية بمنطقة وزيرستان الجنوبية، شمال غرب البلاد، ونقلت “جيو” عن مصادر قولها أمس ان الهجوم جاء ثأرا لمقتل ثلاثة، واصابة عدد كبير من القوات الباكستانية إثر قيام مسلحين بقصف نقطة تفتيش امنية بالصواريخ والاسلحة الاوتوماتيكية في منطقة باشا زيارات بضاحية وانا في وزيريستان الجنوبية.