تزينت قرى عسير بإرثها التراثي وتحلت برداء حضارتها وهي تستقبل مهرجانها الأجمل “ابها يجمعنا”.. ورجال ألمع بلدة تراثية حضارية ذات خضرة دائمة تزينها الجبال الشاهقة والأودية المنحدرة في الشعبين وقيس والحبيل لوحة رائعة ومن الجمال الطبيعي ومنتجع شتوي وسياحي يفد إليه الآلف السياح يوميا، وعلى الرغم من مقوماتها الطبيعية الجاذبة إلا أن أحدا لم يلتفت لمكانتها إلا فى إشارات كتبت على استحياء في كتاب تاريخ عسير للشيخ هاشم النعمي، وأخبار عسير لعبدالله مسفر، وفي ربوع عسير لمحمد عمر رفيع، وفي بلاد عسير للمرحوم فؤاد حمزة، ويرجع تجاهل توثيق تراثها لموقعها الجغرافي البعيد اذ تقع في المركز الشمالي الشرقي وهي محصورة بين ثلاثة جبال هي: عقبة رز شرقا والحجاب شمالا والعودة جنوبا وغربا. قصور حجرية المؤرخ محمد حسن غريب قال: في حوزتي وثيقة وقضية لأرض المسجد يعود تاريخها إلى عام 1914ه، وهذا يؤكد أن هذه البلدة كانت متواجدة في القرن الثامن الهجري وقال إن رجال ألمع والماثلة أمامنا بقصورها الحجرية الشامخة تتكون من مجموعة أحياء هي: الناظر، النصب، الكدحة، الهيامة، رز، عسلة.. يتكون كل منها من مجموعة منازل تصل في ارتفاعها إلى (6) أدوار وأشهر هذه الدور قصور آل فائع وآل علوان وآل الحفظي وآل مهدي، وتقف هذه الدور في تناسق بديع وتتجلى فيها دقة البناء واتساع الحبال الهندسي. قبائل وأصول وأضاف: إن سكان البلدة من قبيلة بني ظالم بن عمرو وهم من الفخوذ المتباينة الأصول والمنضوية تحت اسم أهل رجال ومحافظة رجال المع، تعد جزءا لا يتجزأ من منطقة عسير ارتبط تاريخها بالإسلام؛ فعند ظهور الدعوة الإسلامية أقيمت المساجد في رجال ألمع، وعندما جاء عهد الدولة السعودية رحبت هذه البلدة بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وما يدخل الإسلام إلى بلدة المعية إلا ويقام مسجد فيها للعبادة والتعليم في وقت واحد مما جعل ارتباط التعليم بالوظيفة الدينية وثيقا. مركز تجاري وقال إن رجال المع كانت في حقبة من الزمن مركزا تجاريا مرموقا تفد إليها القوافل التجارية التجارية من كل الجهات وكانت تستورد البضائع عبر ميناءي جازان والقحمة، حيث ذهب تجارها إلى عدن والهند إضافة لذلك فهي ممر لحجاج اليمن والقوافل القادمة من الخارج سكان هذه المحافظة اشتهروا بالتجارة والصناعات التقليدية، ولا سيما في المصنوعات الفضية من حجول ومسك ودمالج وخواتم وأبناؤها شغوفون بالتعليم، وأكبر دليل على ذلك تلك الأصالة التي تركوها لنا وخاصة بتعلقهم بالتعليم خلال القرن الثامن الهجري وتتمثل في مخطوطات في الفنون والعلوم والدين واللغة والأدب والتاريخ، وأبناء اليوم اخذوا حظا وافرا من التعليم، فمنهم المهندسون والأطباء والشعراء والعلماء والقادة العسكريون والموظفون النابهون في جميع القطاعات، ولأنهم أوفياء ادعوهم للاهتمام بهذا التراث وحفظه توثيقه ليتطلع عليه الأجيال القادمة.