* في عام 1390ه اصطحبني مؤرخ المدينة الشريف إبراهيم بن علي العياشي- رحمه الله- إلى منطقة (أحد) مع مجموعة من الإخوان حيث جرت المعركة الشهيرة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وكفار قريش سنة ثلاث من الهجرة، وتنقلنا معه إلى ميادين المعركة ما بين بستان المصْرَع إلى موضع قبور شهداء هذه الواقعة ،وكان مما أوقفنا عليه-رحمة الله عليه- وهو المؤرخ الدقيق والموضوعي- موضع الصخرة التي كمن فيها وحشي لسيدنا حمزة بن عبدالمطلب-رضي الله عنهما- فقتله وأورد ابن كثير في كتابه (السيرة النبوية)ج3، ص:38، راوياً عن وحشي: قال: وكمنت لحمزة تحت صخرة فلما دنا مني رميته بحربتي فأضعها في ثُنّته حتى خرجت من بين وركيه فكان ذلك آخر العهد به، ووقفنا على جبل الرماة والذي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسين مقاتلاً ممن يجيدون الرماية من الأنصار باحتلال هذا الجبل وجعل عليهم قائدا (عبدالله بن جبير الأنصاري) لقد اندثرت معظم آثار موقعة أحد كبقية المواقع الأثرية التي تحكي تاريخ الإسلام وعظمته، فلم تعد تعرف الأجيال الصاعدة شيئا من تاريخ دار أبي أيوب الأنصاري، وديار العشرة وسقيفة بني ساعدة وبئر ذروان، ومسجد واقعة بني قريظة، ومشربة أم إبراهيم وسواها من الآثار التي كان بالإمكان المحافظة عليها وعدم التفريط في شواهد التاريخ تحت ذرائع متعددة. * في الموسم الثقافي لنادي جدة الأدبي للعام الماضي استضفنا مرجعاً تاريخياً هاما وعالماً آثارياً غنياً عن التعريف إنه البروفسور عبدالرحمن الطيب الأنصاري- ابن العالم السلفي والمحدث والفقيه المعروف الشيخ العلامة الطيب الأنصاري، فذكر أنه صعد وهو طالب في المرحلة الإعدادية أي قبل حوالى خمسين عاماً أو أكثر مع مجموعة من طلاب طيبة الثانوية إلى أعلى الجبل وارتطمت رجلاه بشيء لم يتبينه وبعد أن التقطه من الأرض أدرك أنه خنجر قديم فتفتت أوصاله بين يديه وأضاف- ليلتها- أن جبل الرماة بدأ في التآكل مع مرور الأيام وهو أمر خطير ينذر بذهاب معالمه بعد مدة من الزمن، وإنني لأدعو من هذا المنبر الأغر أن تسعى الجهات المعنية للحفاظ على هذا الموقع الأثري الهام وإلا فقدناه وتلك ثالثة الأثافي.