اكدت مصادر سياسية عراقية أن الزيارة المفاجئة التي يقوم بها نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن الان الى بغداد تأتي في سياق ممارسة الضغوط على الاطراف السياسية كافة لإرغامهم على تشكيل حكومة شراكة توافقية بين علاوي والمالكي ضمن الصيغة التي ترتأيها واشنطن والتي تهدف من خلالها الى إبعاد «النفوذ الايراني» عن الحكومة المرتقبة، وتزامن مع زيارة بايدن تفجير انتحارى نفذته امرأة بحزام ناسف في مجمع محافظ الأنبار مما أسفر عن مقتل ثلاثة وإصابة 39 بينهم 13 ضابط شرطة. وقال مصدر في الشرطة إن الانفجار وقع في منطقة الاستقبال للمجمع شديد التحصين في الرمادي على بعد 100 كيلومتر إلى الغرب من العاصمة. وذكر مصدر بالمستشفى أن 39 أصيبوا بينهم 13 ضابط شرطة. الى ذلك ووفقا لمصادر حكومية حضرت لقاء بايدن مع وزير الخارجية هوشيار زيباري فان نائب الرئيس الامريكي أعرب عن تفاؤله بقدرة القادة العراقيين في تشكيل حكومية جديدة، كما جدد التزام بلاده بمواعيد انسحاب قوات بلاده العسكرية من العراق وفقا للاتفاقية المبرمة بين البلدين. وبالرغم مما يشاع بأن الحكومة العراقية وتحديدا مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي أبلغ السفارة الامريكية ببغداد رفضها زيارة بايدن للعراق واعلمها ان الوقت غير مناسب لهذه الزيارة، الا ان المتحدث باسم الحكومة والقيادي في ائتلاف المالكي، علي الدباغ أكد في تصريحات ل(المدينة)، ان»الامريكيين هم الاكثر قلقا والاقل تدخلا في قضية تشكيل الحكومة، وهذا الامر لمسه الجميع، نتيجة السياسة التي يتبعها الرئيس اوباما التي تختلف تماما عن سياسة سلفه جورج .بوش»، مشيرا الى ان التدخل الاقليمي اكثر قوة من التدخل الامريكي.واضاف، الدباغ «بايدن لا يحمل اي مشروع محدد وانما يدعو الى تقارب وجهات النظر بين الاطراف العراقية، كما ان الامريكيين يريدون تقديم النصيحة ولكن تأثيرهم في حل الازمة محدود»، مؤكدا ان لقاءات بايدن مع القادة السياسيين لن تؤثر على قرارات تشكيل الحكومة او توجهات الاطراف الداخلية في هذا الاطار. ويأتي الحديث عن دور خارجي في صياغة المشهد السياسي داخل العراق، في وقت تتحدث عن تقارير بين أكبر قائمتين فائزتين بالانتخابات وهما تكتل «العراقية» التي تمتلك(91) مقعدا نيابيا، و»ائتلاف دولة القانون» الحائز على(89) مقعدا نيابيا، بعد ان بلغت الخلافات بينهما مستوى الذروة نتيجة تحالف الثاني مع «الائتلاف الوطني» بزعامة عمار الحكيم (70) مقعدا نيابيا، بغية تشكيل الكتلة الاكبر نيابيا، الامر الذي عارضته العراقية على أعتبار أنها الكتلة الفائزة التي يحق لها تشكيل الحكومة. وبدأ بايدن المكلف بمتابعة الملف العراقي من قبل إدارة البيت الأبيض، محادثاته أمس مع الزعماء والقادة العراقيين التي شملت رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي وزعيم قائمة العراقية أياد علاوي، فضلا عن قيادات سياسية رفيعة المستوى، وسط تعثر محادثات تشكيل الحكومة بعد مضي (4) أشهر على انتهاء الانتخابات التشريعية. وفي سياق متصل، أكد مصدر سياسي عراقي مطلع، أن زيارة نائب بايدن كانت متوقعة في الوقت الحالي من أجل الضغط لتشكيل الحكومة بعد اقتراب انتهاء المدة التي نص عليها الدستور العراقي لانتخاب الرئاسات الثلاث، مبينا أن «زيارة بايدن جاءت لإضافة اللمسات الأخيرة على صيغة الحكومة العراقية المقبلة».