داعية وإمام وخطيب أحد أشهر مساجد الرياض, ومدعي بالمحكمة العامة بالرياض, من هواياته السباحة, ويمارس المشي ثلاثة أيام في الأسبوع. يلعب كرة القدم في رحلات نزهة برية, ولكن لا يعرف شيئا عن النوادي الرياضية, ولا يتابع كأس العالم. لا يحب السفر ولم يخرج من بلاد الحرمين قط, بل أخذ عهداً على نفسه بألا يستخرج جواز سفر, ليس كرهاً في السفر ولكنه يرى أن جولاته وسياحته في المملكة أفضل من أي مكان في العالم. إنه الدكتور يوسف المهوس, إمام وخطيب مسجد عثمان بن عفان بحي الوادي شمال الرياض, والمدعي العام في هيئة التحقيق والادعاء, والخطيب الذي يبكي من خلفه , الذي نطالع بعض أوراق حياته من خلال السطور التالية: هواية غريبة عن أفضل الهوايات التي يمارسها يقول، لي هواية قد تبدو غريبة للقارئ الكريم وهي بر الوالدين. أفضل أوقاتي عندما أجلس أمام والدتي وأقوم بخدمتها. من هواياتي كذلك القراءة خاصة في المجالين الفقهي والقضائي, أسعى دائما لتتبع الجديد في المجالين. أحب قراءة الأشعار ولكني لا أقرأ الشعر النبطي. أمارس الرياضة وأرى أن ممارستها أمر مهم جداً, حيث أمارس السباحة باستمرار, فانا سباح منذ أن كان عمري (13) سنة. كذلك أحب رياضة المشي وهي رياضة مهمة انصح بها حيث أقوم بالمشي ثلاث مرات في الأسبوع. كذلك ألعب كرة القدم مع الأقارب والإخوان عندما نكون في نزهات برية. أما تشجيع الأندية فليست لي علاقة بالتشجيع ولا أعرف شيئاً عن الأندية الرياضية، بل إنني لا أتابع كأس العالم التي يتابعها الكثيرون ولا أعرف الدول المشاركة فيها. وعن قصته مع الإمامة والخطابة يقول: كنت أخطب في المساجد منذ أن كنت طالباً في الثانوية, فمارست الخطابة متطوعاً ومتنقلاً بين المساجد. أول خطبة لي كانت عن قصة سيدنا يوسف عليه السلام. قبل أن أصير إماماً لمسجد عثمان بن عفان كنت أقوم بالخطابة في جامع أبي أيوب الأنصاري. المسجد بحمد الله يغص بالعلماء ففيه تقام الدروس الأسبوعية لكبار العلماء, وكذلك حلق تحفيظ, دار متخصصة متكاملة للفتاة وهذا بتوفيق الله وجهد الإخوة. موقف محرج ومن المواقف التي كان يجد فيها حرجاً يقول: عندما كان والدي يصلي خلفي في مسجد والدة الأمير سلمان في الفاخرية بالرياض, وكان رحمه الله مقعداً يجلس على كرسي متحرك, فكنت أجد حرجاً شديداًُ وأنا أتقدم للإمامة وهو يصلي خلفي, توفي رحمه الله وهو في التسعين من العمر, ونحسبه من الصالحين, فقد كان رجل دعوة, حج بيت الله (40) مرة , وكان يحج بالناس يعلمهم أركان الحج وكيفية أداء الفريضة. وعن سفرياته خارج المملكة يقول: لم أسافر خارج المملكة إطلاقاً، ولم أستخرج حتى جواز سفر، هذا قرار اتخذته منذ وقت مبكر. سياحتي خلال الصيف تكون في أطهر بقاع الأرض مكةالمكرمة والمدينة المنورة, وفي أبها وعلى شواطئ جدة والشرقية. أسرتي سعيدة بذلك. موقف في الذاكرة ومن المواقف التي لا تفارق ذاكرته يقول: جاءني رجل لا يظهر عليه علامات الالتزام وتفوح من فمه رائحة الدخان, طلب مقابلتي لدقائق بعد الصلاة, ذهبنا إلى حجرة الإمام, أخذ يذكر حاله مع أمه وبره بها، وأنه لا يسلم عليها إلا ويطأ قدميها ويقبلهما, وعندما كان يستلم راتبه يذهب به إليها كاملاً ويضعه بين يديها, لتأخذ ما تريد. وقال إنه كان أقرب إخوانه الأربعة إلى قلبها, وعندما كانت ترفض أن يقبل قدميها كان يقول لها إنه يقبل الجنة التي تحتها قدميها, وأنها توفيت منذ أربعة أيام ولا يعرف ماذا يعمل براً بها. طلبت منه أن يدعو لها, وأن يطرق أبواب الخير باسمها. كانت خطبة الجمعة التالية عن هذا الرجل فبكى من في المسجد. المهم أننا يجب ألا ننظر لمظاهر الناس. شاب الكدش ومن المواقف التي لا ينساها أيضاً يقول: دخل علينا بعد صلاة المغرب شاب شعره "كدش" ويلبس ملابس شبابية غريبة, لفتت انتباه الحضور, وكان يسير خلف هذا الشاب ثلاثة من الفلبينيين, وإذا به يخبرنا أنهم يريدون إعلان إسلامهم في المسجد, وأن الله وفقه الله لتعريفهم الإسلام, وكان الشيخ صالح اللحيدان موجوداً فقام بتلقينهم الشهادة, وجلسوا معنا في المسجد, وتطرق الشيخ في درسه إلى الفلبين وتاريخها الإسلامي, واستخدم تعبيرات بالإنجليزية لتصل إليهم معانيها, وصلوا معنا أول صلاة في حياتهم. درس في الظلام ويعود المهوس بالذاكرة إلى الوراء مرة أخرى، ويقول: ذات مرة كان فضيلة الشيخ صالح اللحيدان يلقي درساً في شرح المتون, فانقطع التيار الكهربائي عن المنطقة بأسرها وكان هذا في عز الصيف وتحول المسجد في الداخل إلى ظلام دامس, ورغم ذلك استمر الدرس, وفتح الله على فضيلة شيخنا بالخير الكثير, وتذكر كيف كان شيخه العلامة محمد بن إبراهيم يدرسهم ولم تكن هناك كهرباء. وعن (مجمع نورين للتدريب والتطوير) يقول المهوس إنه حلم أصبح حقيقة، ويتمنى أن يصبح جامعة شرعية لتدريب وتطوير مهارات وقدرات مشرفي ومعلمي الحلق القرآنية, لخدمة كتاب الله ونشر العلم الشرعي.