• في الصباح الباكر كان هذا المنظر المزعج جدا لرجل عاري الصدر يقف على ناصية الشارع ويطلق باليمين الشاحبة الرصاص على المارة وقفت أتأمل المنظر وكانت زوجتي برفقتي، كان المشهد محزنا جدا ومؤثرا جدا لهذا الشاب الذي فيما يبدو فقد عقله وهو في ريعان شبابه ليدخل في عالم الجنون وكثيرون هم الذين نراهم اليوم يعيشون لا على حافة الجنون بل الجنون نفسه والسبب في ذلك ضغوط الحياة وأزماتها التي أصبحت تحاصر الناس من كل الجهات، الحياة الثقيلة جدا بكل ما تعنيه الكلمة وبلا شك كلكم يسمع ويرى ما يجري حوله من أحداث كل واحد منها قادر على إنتاج جيل مجانين لا مجنون واحد..! • إبراهيم الصمداني هذا القارئ الفطن يحدثني عن معاناة زوجته الخريجة من قسم الفيزياء وبقائها في المنزل لسنين وهي تنتظر الوظيفة التي كانت تظن أنها ستأتيها وتخطب ودها لكن وبكل أسف لم تجد لها مكانا وأقول له يا إبراهيم القضية ليست قضية زوجتك بمفردها بل هي قضية مجتمع بأسره يعيش على أمل لن يتحقق، ويتعب ليجد نفسه على ناصية الشارع يطلق على المارة رصاصات من يدين لا تحمل مسدسا ولا بندقية، هذا المجتمع الذي يعيش متاعبه مع أزمات متتالية في ظل اللا حلول وهي معاناة ليست مع البطالة وحدها بل مع أشياء كثيرة مع ارتفاع المعيشة من جهة، مع الوهم من جهة، مع اللصوص من جهة، مع المبالغات من جهة، مع النفاق والكذب من جهة، مع الفواتير المكلفة من جهة، وكثيرة هي متاعب الناس في كل مكان لكن الأمل في أن يجد المسؤولون الحلول الناجعة لكي لا يتحول نصف الناس إلى مجانين أو تزيد النسبة إلى أكثر من ذلك وتصبح مقاعد المجانين لا مقاعد البرلمان هي المقاعد النادرة..! • خاتمة الهمزة.. كنت أتصور أن ذلك المجنون سيعيش حالة من الحزن بعد انتهائه من عملية إطلاق الرصاص على المارة شعورا بالذنب أو ربما يعيش مشاعر الفرح حين يعتقد أنه انتقم لنفسه من ظلم المجتمع بقتل العديد من الضحايا لكني كنت أتمنى أن أقول له بأنني لم أرتكب ذنبا بحقه لكي أموت برصاصاته الطائشة هذه خاتمتي ودمتم. [email protected]