أرجع الناقد محمّد العبّاس ضعف الرواية السياسية السعودية إلى الاستناد على المرجعيات الشفهية فقط وعدم وجود مصادر أو وثائق سياسية يستطيع من خلالها الكاتب كتابة رواية سياسية حقيقية، إضافة إلى انخفاض مستوى الحرية في التعبير، معتبرًا أن ذلك يؤثر بشكل كبير على الروائيين بحده من مساحة التعبير عن هواجسهم السياسية بكل ما تحمله من رؤى وتوق للتغيير، مشيرًا كذلك إلى افتقار الرواية السياسية السعودية إلى المناضل الحقيقي في زمن الحاضر، مبينًا أن الروائيين السعوديين يقحمون الماضي في الحاضر دون التفريق بين الزمنين، وأن الرواية السعودية لازالت في طور الانكتاب وهو ما يجعلها تعيش حالة من الارتباكات والنكوصات.جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها العبّاس بنادي جدة الأدبي يوم الثلاثاء الماضي تحت عنوان “الرواية السياسية” وذلك في ختام فعاليات النادي الثقافية للموسم الحالي 2010م. أوضح في سياقها أن أي رواية لا تخلو من الطابع السياسي, مدللاً على ذلك بتجربة عبده خال في روايته الأخيرة “ترمي بشرر” مبينًا أنها رواية سياسية رغم افتقادها للجدل السياسي والشخصيات المصاحبة لمثل هذا الجدل إلا أنها تتضمن طبيعة الصراع بين الطبقات والشرائح داخل النسيج الاجتماعي على متخلف اتجاهاته ومشاربه.كذلك أشار إلى أن هناك مفردات ضخمة وعرة لابد من استحضارها بتجرد داخل المشروع الروائي السياسي، لافتًا إلى أن الرواية السياسية في التجارب السعودية تتناول هذه المفردات من باب التبرؤ منها وليس من منطلق المجادلة المجردة التي تعطي للرواية الحقيقية المفترض أن تكون هي عليها.