لم ينل كتاب في الأدب العربي شهرة كتاب «الأغاني» لأبي الفرج الأصفهاني، الذي استغرق مؤلفه نصف قرن من الزمان، حتى خرج على الصورة التي هو عليها الآن، وهو كتاب وصفه ابن خلدون بأنه «ديوان العرب، وجامع أشتات المحاسن التي سلفت لهم في كل فن ...». وموضوع الكتاب هو الغناء، وأنا شخصيا لم اقرأ بالطبع ولا حرفا واحدا منه لكن هذا لم يمنعني من الكتابة عنه بكل جرأة وإقدام لا لشىء إلا من باب المقارنة فيما لو أراد أحدهم اليوم كتابة شيء عن أغاني هذا الزمان؟ فكان تذكر اسم الاصفهاني وكتابه هو ما قفز إلى ذهني لأقارن بين ما هو دارج اليوم من أغانٍ.. وما كان هناك من شعر وغناء قبل ألف عام ويزيد؟! ولنتأمل في كلمات هذه الاغنية التي تقول: (يا حبيبى ده اللى يخاف من العفريت يطلعلو ينزلو يقعدلو المهم انك ماتخفش من العفريت يطلعلك ينزلك يقعدلك اوعى اوعى اوعى اوعى تنغر فيا اوعى اوعى اوعى وتقول طيب عليا ده انا اقدر اطفى نارك واولعك) مثل هذه الاغاني هي التي تحتاج أن نولع فيها بجاز ونحرقها حتى نتلافى ما تثيره من ازعاج على العقل قبل الأذن .. وربما هذه النوعية من الأغاني هي التي يقول بحرمانيتها من يرى أن الغناء حرام.. وأنا معهم. [email protected]