لم تكد إسرائيل تفيق من اللطمة العنيفة التي تلقتها على وجهها القبيح على يد الرأي العام العالمي بعد جريمتها الإرهابية بقتلها الأبرياء على ظهر سفينة مرمرة المدنية التي كانت متجهة إلى غزة في مهمة إنسانية حتى تلقت اللطمة الثانية التي لم تكن لتقل عن اللطمة الأولى ، إن لم تكن تفوقها في الشدة . فالإرهاب الإسرائيلي الذي كشف عن نفسه بجلاء من خلال قتل الأبرياء على ظهر السفينة مرمرة لم يثن المتضامنين على متن السفينة راشيل كوري عن مواصلة رحلتها إلى ميناء غزة تحقيقًا لهدفين نبيلين : إيصال المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع والتطلع نحو إنهاء الحصار الظالم لمليون ونصف فلسطيني وضعوا في أكبر سجن غير مسقوف في العالم. المتضامنون الإيرلنديون وغيرهم الذين كانوا على ظهر السفينة التي حملت اسم الشابةالأمريكية(راشيل كوري) التي دهستها جرافة إسرائيلية أثناء محاولتها الحيلولة دون هدم أحد البيوت في رفح عام 2003 ، ورغم اقتياد سفينتهم من قبل البوارج الحربية الإسرائيلية إلى ميناء اسدود ، نجحوا في إيصال رسالتهم إلى العالم بأن هذا الحصار غير القانوني للقطاع يجب أن ينتهي ، وأن سفن التضامن مع غزة ستتواصل رغم التهديدات الإسرائيلية. السفينة التي حملت اسم الضحية الأمريكية التي لقت حتفها بآلة البطش والقتل الإسرائيلية لتكون شاهدا آخر وليس أخيرا على همجية الاحتلال ووحشيته ، هذه السفينة شكلت كابوسًا مرعبًا لقادة الإرهاب الإسرائيلي الذين يعتبرون القتل مهمتهم الأساس وهوايتهم المفضلة عندما اقترن اسمها بهذه الجريمة الإرهابية الإسرائيلية التي أعادت إلى ذاكرة العالم حقيقة هذه الدولة التي وصفتها العديد من وسائل الإعلام الأمريكية مؤخرًا بأنها دولة مارقة. فقد شاهد العالم مثالين واضحين وضوح الشمس لجرائم إسرائيل ليس فقط ضد الفلسطينيين ، وإنما أيضًا ضد العالم كله. الأمة العربية مطالبة اليوم بتكريم أولئك المتضامنين ، ومن قبلهم راشيل كوري التي وهبت روحها من أجل حرية فلسطين ، فهؤلاء المتضامنون يجب أن يشعروا بأننا كعرب نقدر موقف من يقفون بجانبنا ، لاسيما أولئك الذين سقطوا على الدرب فيما هم يؤدون واجبًا إنسانيًا تقاعس الكثيرون من العرب والفلسطينيين عن تقديمه.