يدخل المدرب السويدي سفن غوران اريكسون الى نهائيات مونديال جنوب افريقيا 2010 وهو يطمح الى تكرار ما حققه في كوريا الجنوبية-اليابان 2002 والمانيا 2006...لكن هذه المرة مع منتخب ساحل العاج الذي سيكون اكثر من سعيد بنتيجة مماثلة. من المؤكد ان المنتخب الانجليزي لم يكن راضيا على الاطلاق بخروجه من ربع النهائي خلال مونديالي 2002 و2006 حين كان اريكسون مدربا له، لان منتخب «الاسود الثلاثة» كان يطمح للمنافسة على اللقب الا ان مشواره توقف عند عتبة البرازيل عام 2002 والبرتغال عام 2006 التي تغلبت على «الاسود الثلاثة» بركلات الترجيح بعد تعادل الطرفين صفر-صفر في الوقتين الاصلي والاضافي. لكن الدور ربع النهائي بالنسبة لمنتخب «الفيلة» سيكون نتيجة رائعة تماما، وان كان كل منتخب يحلم باللقب، خصوصا انه وقع في مجموعة نارية تضمه الى البرازيل حاملة الرقم القياسي بعدد الالقاب (5 مرات) وكوريا الشمالية و...البرتغال التي ستكون مجددا عقبة في وجه المدرب السويدي الذي استلم مهامه مع «الفيلة» قبل ثلاثة اشهر بدلا من الفرنسي وحيد خليلودزيتش الذي اقيل من منصبه بعد نهائيات كأس امم افريقيا الاخيرة في انغولا والتي انهاها المنتخب العاجي في المركز الرابع. يأمل السويدي ان تكون مهمته العاجية اسهل من تلك التي اختبرها مع الانكليز حيث لم يشعر بالراحة منذ ان ترك لاتسيو الايطالي وبدأ مهمته مع "الاسود الثلاثة" عام 2001، اذ كان عرضة لانتقادات لاذعة من الجمهور والصحافة. ولم تكن الانتقادات التي واجهها اريكسون مرتبطة بأسلوبه في التدريب او الخطط التكتيكية التي يعتمدها او الى النتائج العادية في كثير من الاحيان فقط، بل الى انه المدرب الاجنبي الاول الذي قاد انكلترا في تاريخها، وهو ما لم "يهضمه" الانجليز الذين طالبوا باستمرار اسناد المهمة الى مدرب انكليزي. وشهدت مسيرة اريكسون مع المنتخب الانجليزي بعض المحطات التي خففت من الحملة ضده وكان ابرزها الفوز التاريخي على المانيا 5-1 في عقر دارها على ملعب ميونيخ الاولمبي في ايلول/سبتمبر 2001، ثم قيادة المنتخب الى ربع نهائي مونديال 2002 في كوريا الجنوبيةواليابان قبل ان يخسر امام البرازيل التي توجت بطلة فيما بعد. وكان اريكسون بدأ مشواره مع المنتخب الانجليزي عام 2001 بعقد يمتد حتى 2008، لكنه قرر ترك منصبه عقب نهائيات مونديال المانيا 2006. ويملك اريكسون (62 عاما) ارادة قوية جعلته يواجه الضغوط الكثيرة التي تعرض لها منها اتصالات كشفت عنها الصحف كان يجريها مع تشلسي، ثم فضيحة العلاقة الجنسية مع فاريا علام احدى الموظفات في الاتحاد الانجليزي لكن الاخير لم يكن قادرا على فسخ العقد معه نظرا للشروط القاسية التي يتضمنها. وجاءت النتائج في بعض البطولات دون مستوى الطموحات والتوقعات الانكليزية منها فشل المنتخب في تخطي ربع نهائي كأس امم اوروبا 2004 في البرتغال حيث خسر امام...الاخيرة بالذات. لم يشرف اريكسون على اي منتخب قبل المنتخب الانجليزي بل درب فرق غوتبورغ السويدي وقاده الى لقب كأس الاتحاد الاوروبي عام 1982 قبل ان ينتقل الى البرتغال لتدريب بنفيكا على مرحلتين (82-84 و89-92)، وفي ايطاليا اشرف على روما (84-87) وفيورنتينا (87-89) وسمبدوريا (92-97) ولاتسيو (97-2000). ترك اريكسون منتخب "الاسود الثلاثة" بعد نهائيات 2006 لكنه بقي في انكلترا بعدما تعاقد مع مانشستر سيتي حيث اصبح اول مدرب من خارج المملكة المتحدة يشرف على ال «سيتيزينس». لم تدم مغامرة اريكسون مع مانشستر سيتي اكثر من موسم واحد بسبب خلافاته مع مالك النادي حينها الميلياردير التايلاندي تاكسين شيناواترا، رئيس وزراء تايلاند السابق، وذلك بالرغم من دعم جمهور النادي له. لكن السويدي لم يبق دون عمل لفترة طويلة لانه اصبح بعد ايام معدودة مدربا للمكسيك الا ان ان مغامرته مع الاخيرة لم تدم طويلا ايضا فأقيل من منصبه بعد اقل من عام بعدما دفع ثمن خسارة ال «تريكولور» امام هندوراس 1-3 ضمن تصفيات الكونكاكاف المؤهلة الى مونديال جنوب افريقيا 2010. ولم تحصد المكسيك سوى 3 نقاط من ثلاث مباريات خاضتها في التصفيات بقيادة اريكسون ، ما عجل من رحيله فعاد مجددا الى انكلترا بمهام ادارية هذه المرة حيث استلم منصب مدير عام فريق نوتس كاونتي الذي يلعب في دوري الدرجة الثالثة، قبل ان يعرض عليه العودة مجددا الى الساحة الدولية وكأس العالم من بوابة «الفيلة» الذين تأهلوا الى النهائيات للمرة الثانية على التوالي وفي تاريخهم. اعتبر اريكسون ان العرض الذي تلقاه لتدريب العاجيين كان بمثابة تحد لا يمكن مقاومته، مؤكدا انه سيكون سعيدا لو تمكن من قيادة المنتخب الافريقي الى الدور ثمن النهائي.