رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة صباح أمس بمكتبه في محافظة جدة توقيع الاتفاقية النهائية لتطوير وسط جدة، الذي يهدف إلى إحياء قلب “العروس”، شاملا تطوير المنطقة التاريخية والواجهة البحرية وإعادة تأهيل وتنظيف البحيرات. وقع الاتفاقية من جانب الأمانة أمينها المهندس عادل بن محمد فقيه رئيس مجلس إدارة شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني، فيما وقعها نيابة عن شركة تطوير وسط المدن رئيس مجلس ادارتها الدكتور غسان السليمان. وأكد أمين جدة أن الرعاية الدائمة من سمو أمير المنطقة لكل ما يتعلق بمحافظة جدة، تعطي دفعة قوية لمشروعات التنمية والتطوير بما يحقق رؤية سموه في الانتقال إلى مصاف العالم الأول. وأوضح أن الاتفاقية تهدف إلى تعزيز الشراكة بين الأمانة ممثلة في شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني كذراع فاعلة للأمانة في تطوير عدد من مشروعات مناطق التنمية الخاصة، والقطاع الخاص ممثلا في شركة وسط المدن التي تتكون من تحالف شركاء محليين وخليجيين. وقال: المشروع يجسد واحدا من أشكال الشراكة و التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص، ويحظى بدعم الجهات الحكومية اتساقًا مع توجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين الداعمة للقطاع الخاص وإتاحة الفرصة كاملة له للمشاركة في تنفيذ المشروعات الكبرى في مختلف أنحاء المملكة، وبمتابعة حثيثة من سمو أمير منطقة مكةالمكرمة وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية. المشروع يغطي 6 ملايين م2 وأضاف أن المشروع يهدف إلى تطوير وإعادة إحياء وسط مدينة جدة، ويمتد على مساحة ستة ملايين متر مربع، ويتضمن تطوير الواجهة البحرية بطول 14 كيلو مترًا وإلحاق مسطحات خضراء بها، وتحسين البنية التحتية وتأهيل البحيرات، وتأهيل الوسط التاريخي للمدينة، وإنشاء ساحات عامة وممرات للمشاة، ومناطق للترفيه، ويعمل على إيجاد عدة حلول لمشاكل وسط جدة ومنها التلوث البيئي للبحيرات والواجهة البحرية، وتدهور المنطقة التاريخية، وفقا لمخطط التطوير وبالتعاون مع عدد من الجهات المختصة ممثلة في محافظة جدة، والهيئة العامة للسياحة والآثار، والأوقاف ، والمطور –شركة وسط المدن- لتطوير المنطقة التاريخية ودعم ملفها المقدم لليونسكو كمنطقة تراث عالمي ووفقا لتوجيهات سمو أمير المنطقة رئيس اللجنة التنفيذية لتطوير العشوائيات. إنقاذ التراث العمراني التاريخي وأفاد أمين جدة أن مشروع تطوير وسط جدة يعمل على توفير البنية التحتية بالحفاظ على الشوارع القائمة حاليا مع تطويرها وتوسعتها وتحديد مواقع الخدمات والمحافظة على النسيج العمراني القائم وإنقاذ التراث العمراني التاريخي وإنشاء بلدية جدة التاريخية، مشيرا إلى إن الشركة تعمل وفق رعاية وتوجيهات مستمرة ومتابعة دقيقة من كل من سمو الأمير خالد الفيصل وسمو الأمير د. منصور بن متعب لتنفيذ خططها المقررة في مجال عملها. وأشار إلى أن سمو أمير المنطقة أكد لملاك المنطقة أن من يدخل ويشارك سيستفيد من مزايا المشروع، ومن لا يدخل لن يستفيد، خاصة في البنية التحتية والتطوير ومحفظة المشروعات التي حددها المخطط العام. مخطط تطويري من جهته بين الدكتور غسان السليمان أن المشروع يهدف إلى إعادة الحياة إلى قلب جدة من خلال مخطط تطويري يتلاقى مع تطلعات القيادة الحكيمة ورؤيتها المستقبلية للمدينة، كما أن الرؤية الموضوعة لمنطقة وسط جدة هي أن تكون قلبًا حيويًا يحتوي على الاستخدامات المتلائمة المنتجة القادرة على توفير قيمة مضافة على مستوى معيشة مختلف سكان محافظة جدة بمستوى عالمي يستلهم مفرداته من تراثها الأصيل وتنوعها الثقافي. وأوضح أن فكرة المشروع قديمة وليست جديدة وكان شعارها إحياء قلب جدة، خاصة أنه في معظم دول العالم يكون وسط المدينة هو المنطقة النابضة بها سواء كانت منطقة تجارية أو سكانية، إلا أنه نتيجة العديد من الأسباب فقد وسط جدة رونقه، مؤكدًا أن المشروع يسعى لإيجاد حل شامل لكامل مساحة وسط جدة وإعادة تأهيل بحيراتها وتطوير واجهتها البحرية والمنطقة التاريخية بالتعاون مع ملاك منطقة التطوير الذين ستتاح لهم حرية الاختيار في الدخول في المشروع أو عمل شراكات صغيرة مع شركة وسط جدة –تحت التأسيس- والمنوط بها تطوير المنطقة. تكوين شركات صغيرة وأضاف السليمان أن هناك مجموعة من المشروعات المهمة التي حددها المخطط العام للمشروع، سيتاح لملاك الأراضي الواقعة في منطقة التطوير الدخول فيها وتكوين شركات صغيرة مخصصة حسب الاحتياجات، كما يستطيع عدد من الملاك تكوين شراكة مع بعضهم البعض للاستفادة من مزايا المشروع الذي يعمل على توفير البنية التحتية للمنطقة وتطويرها لرفع المردود الاقتصادي لها. وأشار إلى أنه سيتم تحقيق هذه الرؤية بالتخطيط السليم المتكامل ورفع المستوى البيئي للمنطقة والمحافظة على المنطقة التاريخية وتطويرها بشكل مناسب، الأمر الذي سيؤدي إلى جذب منظومة من المشروعات الاقتصادية المتكاملة وتوفير فرص عمل ذات قيمة مضافة، كما أن تنفيذ المخطط العام لتطوير المنطقة به مرونة كبيرة بإعطاء الخيارات والحرية للملاك في تنفيذ مشروعاتهم الخاصة وفقا لرؤاهم أو بالشراكة مع الشركة أو مع بعضهم البعض، فضلا عن تنفيذ مشروعات تطويرية بالتعاون مع شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني دون دخول الملاك كالواجهة البحرية وتأهيل البحيرات وتنظيفها والمنطقة التاريخية.