أكد عدد من الخبراء الأمنيون أن جهود المملكة في محاربة الإرهاب بالعهد الزاهر نالت استحسان المجتمع الدولي من خلال اعتمادها إستراتيجية شاملة تعتمد المواجهة الفكرية والمناصحة بنفس درجة الاهتمام بالتعامل الأمني، والإجراءات القانونية في محاكمة المتهمين بارتكاب الجرائم الإرهابية. وقال اللواء الدكتور صالح بن فارس الزهراني الخبير الأمني وعضو لجنة الشؤون الأمنية بمجلس الشورى ل «المدينة» إن جهود المملكة في محاربة الإرهاب تعددت على المستويين الدولي والعربي لتعزيز التعاون بين كل الدول والشعوب وقطع مصادر تمويل ودعم الجماعات الإرهابية وتفعيل الآليات الدولية في هذا الشأن. أما على المستوى المحلي أضاف اللواء الدكتور صالح الزهراني أن المملكة اعتمدت إستراتيجية شاملة لمحاربة الإرهاب، وحرصت على أن تشارك جميع مؤسسات المجتمع في تنفيذ هذه الإستراتيجية ، كل في مجال اختصاصه، لافتا إلى نجاح علماء المملكة في إيضاح منافاة الإرهاب لتعاليم الإسلام، وما تمثله الأعمال الإرهابية من اعتداء محرم على الأنفس المعصومة من المسلمين وغيرهم ، وتفنيد مزاعم الفئة الضالة ، والتي تروجها التنظيمات الإرهابية لتبرير جرائمها أو كسب أي تعاطف معها . مواجهة الجرائم وفي السياق ذاته أكد الدكتور علاء محمد الخبير الأمني الدولي بشؤون مكافحة الإرهاب من جامعة ماينس بألمانيا ل “المدينة” اقتران مواقف المملكة الواضحة على المستوى الدولي في رفض الإرهاب بتحرك كبير لتحقيق التعاون في مواجهة الجرائم الإرهابية ، والتي أكدت في كثير من المناسبات رفضها الشديد وإدانتها الصريحة للإرهاب بجميع صوره وأشكاله وشجبها لكافة الأعمال الشريرة التي تتنافى مع تعاليم الإسلام وأحكامه التي تحرم قتل الأبرياء وتنبذ كل أشكال العنف والإرهاب ، وتدعو إلى حماية حقوق الإنسان. وأوضح الخبير الدولي بشؤون مكافحة الإرهاب أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإنشاء مركز دولي لتبادل المعلومات والخبرات بين الدول وإيجاد قاعدة بيانات ومعلومات أمنية واستخباراتية تستفيد منها الجهات المعنية بمكافحة الإرهاب، تعد أحد العوامل الرئيسية التي جعلت المملكة في قائمة الدول المحاربة للإرهاب بكافة أنواعه، منوها إلى تقدم المملكة بمشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو لتشكيل فريق عمل لدراسة توصيات ما تضمنه “إعلان الرياض” ومنها إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب وفق ما أعلنه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2005م. تجفيف منابع الإرهاب كما أوضح الدكتور علاء محمد أن المملكة عملت عبر أجهزتها الرسمية على تجفيف منابع الإرهاب واجتثاث جذوره من خلال إعادة تنظيم جمع التبرعات للأعمال الخيرية التي قد تستغل لغير الأعمال المشروعة وقامت بإنشاء هيئة أهلية كبرى تتولى الإشراف والتنظيم على جميع الأعمال الإغاثية والخيرية بهدف تنظيم عمل تلك الهيئات وعدم السماح لذوي النوايا والأهداف الشريرة باستخدام الهيئات الإنسانية لأعمال غير مشروعة . وقد كان لهذه العناصر انعكاسات ايجابية على أرض الواقع بتحقيق رجال الأمن نجاحات كبيرة ضد هذه الفئة الضالة وإفشال أكثر من 95% من المخططات الإرهابية قبل تنفيذها، والوصول إلى عدد من الخلايا النائمة وتلك التي توارت تحت ضربات رجال الأمن للفئة الضالة.