في ظل سطوة الإعلام والفضائيات والتقنيات الحديثة حيث أصبحت الأسرة العربية تحت قبضة الإعلام في إستقاء المعلومات والثقافات، حيث بات يلعب دورا أساسيا في تثقيف المجتمع وأبناءه ولا سيما الطفل، الذي أصبح يعتمد اعتمادا كاملا على ما يشاهده في التلفزيون، بل أنه أصبح يتأثر بذلك تأثرا ملحوظا يتعدى ما يتعلمه في المدرسة، حيث يقدم التلفزيون المواد المرئية والمسموعة والمقروءة بل ويتفنن في طريقة العرض، وهنا نسلط الضوء في موضوعنا على الرسوم المتحركة وأفلام الكرتون التي تجذب فكر الطفل لمشاهدتها بل محاكاتها وكثيرا ما نجد الأطفال يتفنون في تقليد العديد من الشخصيات الكرتونية، ويغرمون بها. وقد أوضحت بعض الدراسات أن الطفل يقضي معظم وقته أمام شاشة التلفزيون لمتابعة الرسوم المتحركة وذلك بنسبة تصل إلى 88% من مجمل وقته. فيما أوضحت الدكتورة صباح زهار أخصائية علم الاجتماع أن علماء الاجتماع أصبحوا يعتمدون في تحديدهم سلوكيات الطفل على ما يشاهدونه في التلفزيون إلى السنه السابعة من عمره، حيث يكون فكر الطفل لازال قابلاً للتشكيل، وخياله يكون واسعا، فسريعا ما يتلقى أي معلومة وخصوصا المرئية، حيث نجد الطفل يقوم بتمثيل ما شاهده من أفلام الكرتون على أرض الواقع بل أنه في معظم الأحيان يقوم بتمثيل ما يستطيع تقديمه، وإذا وصل إلى الحركات الخارقة كالطيران والهبوط والاختفاء نجده يتحدث بذلك، فيقول أنا الآن طرت ويقوم ملوحا بيده بأنه قد طار، وكثيرا مايميل الطفل إلى مشاهدة أفلام الكرتون بعيدا عن المسلسلات والأفلام التي قد لايفهم مايحدث فيها أو يصعب عليه فهم نصوصها والأدوار التي يقوم بها الممثلين. وأشارت الدكتور زهار إلى الايجابيات التي قد يحصل عليها الطفل من الرسوم المتحركة، حيث أنها تغذي خيال الطفل بحركات لا تخطر له ببال كتسلق الجبال واقتحام الغابات وغيرها، كما أنها تساعد في تنمية لغة الطفل وتكسبه القدرة على التحدث وتنمي الذخيرة اللغوية لديه بأكسابه الكلمات والجمل الصحيحة، وكذلك فقد تفيد الطفل بمعلومات ثقافية ودينية بصورة سهلة وجذابة قد ترسخ في ذهن الطفل، ولكن لا يجب أن نغفل عن ما تسببه تلك الرسوم من أضرار صحية وبدنية وعقائدية وأسرية ومعرفية.