قال الضَمِير المُتَكَلِّم : يعتزم رجال أعمال تأسيس جمعية بعنوان «الجمعية السعودية للابتسامة» ، تهدف إلى نشر ثقافة الابتسامة وإشاعة روح الصفاء وراحة النفس بين مواطني المملكة والمقيمين فيها ؛ الجمعية بعد إشهارها كما يؤكد مؤسسوها ستنظم العديد من المناشط المختلفة من ندوات وملتقيات ودورات وكلها تدور حول أهمية الابتسامة . عموماً الفكرة حلوة ، فالابتسامة البريد المجاني للمحبة بين الناس ؛ وديننا الإسلامي يحث عليها ؛ (( فابتسامك في وجه أخيك صدقة )) ، وهي لا تحتاج إلا لبضع عضلات لترسمها على الوجه ؛ ولكن كيف تتحرك تلك العضلات والدافع النفسي لها غائب ؟ كيف تكون الابتسامة صافية صادقة من أبٍ يكدح ليل نهار ولا يستطيع أن يؤمن لقمة العيش لأطفاله ، كيف يبتسم وسياط الإيجار والدين والقرض تجلده نهاية كلّ شهر ؟! كيف تبتسم الأمّ وصغيرها يعاني المرض ، ويصارع الموت وهي لا تملك الواسطة في المشافي الحكومية ، ولا المال فتعالجه في المستشفيات الأهلية ؟!! كيف نطلب الابتسامة من شاب واصل مسيرته العلمية ، وبعد تخرجه أصبح عضواً في جمعية البطالة لا يملك من الدنيا إلا ملفه العلاقي ، يطارد به تحت حرارة الشمس وصقيع البرد وظائفَ محجوزة لأهل الواسطة ؟! بربكم كيف يبتسم عجوز أفنى عمره في عمله الوظيفي يتنقل من منطقة إلى أخرى ؛ ثم في النهاية يكتشف أن مكافأته في وطنه معاش تقاعدي لا يكفي لتسديد فاتورة الماء والكهرباء ؟! من أين تأتي الابتسامة لمواطنين مساكين ذُبِحوا من الوريد إلى الوريد في سوق الأسهم ، وقروض البنوك ؟! كيف يبتسم مجتمع تآكلت فيه الطبقة المتوسطة وتحول بِفِعْل فاعل إلى فئتين إحداهما تكنز المال والأخرى تبحث عنه ولا تجده ؟! الابتسامة الصادقة يا أعزائي مصدرها حصول المواطنين على حقوقهم في وطنهم (سَكن ، وسرير عند المرض ، ومدرسة وجامعة ، وعيش كريم). ورجال الأعمال مطالبون بإنشاء جمعيات تساعد الفقراء والمرضى والعاطلين فهناك تُزرع الابتسامة ، أما تلك الجمعية الموعودة فهي للأغنياء وربما تتحول يوماً إلى الاكتتاب وسوق الأسهم ، ويكون عليها علاوة إصدار مائة ريال والضحية دائماً البسطاء !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . فاكس : 048427595 [email protected]