يقف صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية اليوم الثلاثاء على موقع مشروع قطار المشاعر بعرفات، خلال جولة تفقدية طلع سموه على المراحل التى أنجزت فى المشروع والعربات التى تم تركيبها والاستعدادات الجارية للتشغيل التجريبى قبل التشغيل النهائى الذى سيتم خلال موسم الحج المقبل. كما يتفقد سموه عددا من مواقع المشاريع الجديدة بالعاصمة المقدسة، ويدشن عدد من مشاريع الأمانة ويفتتح صالة خدمة العملاء الجديدة بمقر الأمانة بالمعابدة. وكشفت جولة (المدينة) أمس على مشروع قطار المشاعر عن الانتهاء من تركيب 25 عربة، وهى متوقفة فى منطقة العابدية جنوبعرفات استعدادا لإجراء التشغيل التجريبى لها خلال الأشهر القادمة. وأوضح الدكتور حبيب زين العابدين وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية المشرف العام على الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية، أنه فى بداية الأمر اختلف الخبراء في جدوى استعمال القطار في النقل بين المشاعر، وتأخر التنفيذ والدراسة الجدية ودراسة الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية بوزارة الشؤون البلدية والقروية، بمشاركة الجهات المعنية: هيئة تطوير مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة ووزارة الحج ووزارة النقل والأمن العام والدفاع المدني. وتوصلت الدراسة إلى أن القطار السريع المرتفع عن الأرض يعد وسيلة فعالة مرادفة أو مكملة للنقل الترددي بالحافلات، ومن خلال المشروع الجاري تنفيذه حاليًا جنوب المشاعر يتأكد أن القطار السريع هو الأجدى، وربما الوسيلة الوحيدة لتقابل تزايد الحجاج في المستقبل. وبتحديد المشكلة (أين تقع المشكلة) يصعب نقل أكثر من 3 ملايين حاج عبر الوسائل التقليدية (أكثر من 70 ألف حافلة ومركبة) في وقت محدود للغاية. وبيّن د. زين العابدين أنه سيكون هناك خمسة خطوط يمكنها نقل (5) ملايين حاج من منى إلى عرفات ومن عرفات إلى مزدلفة ومنى ومستقبلًا إلى الحرم لحل مشكلة النقل من وإلى المشاعر، وباستعمال قطارات ذات مستويين في بعض الخطوط كما اقترحتها بعض الشركات الاستشارية العالمية وزيادة نسبة وعدد المشاة عن طريق توفير مزيد من الراحة والسلامة لهم يمكن أن نصل إلى العدد المتوقع ل (7 – 10) ملايين حاج في نهاية هذا القرن إن شاء الله. وأضاف د. زين العابدين أنه تم استعراض وسائل النقل وإمكاناتها وخصائصها (الحافلة – الحافلة الكهربائية – القطار الكهربائي تستخدم داخل المدن بأشكال قديمة وحديثة)، واتضح أن القطار السريع أثبت جدواه عالميًا (M.R.T) قادر على نقل كتل من البشر في أزمنة قياسية مع عدد من المميزات. وقال إن القطار المرتفع أو داخل النفق يوفر الشوارع للمشاة والطوارئ والخدمات، وسعة القطار السريع (60 – 80) ألف شخص / ساعة للخط الواحد بينما للحافلات (10) آلاف شخص/ ساعة للخط الواحد. بدأ تنفيذ المشروع في محرم 1430ه يناير 2009م، ودراسات الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية أظهرت أن إدخال القطار السريع بالمشاعر يعد بنجاحات كبيرة. ورأى المسؤولون أن يُبدأ بتنفيذ الخط الجنوبي لعدة اعتبارات من أهمها: أن الخطوط الترددية تعمل في شمال المشاعر، وأن معظم السيارات المشاركة في الحج هي لحجاج الداخل وحجاج البر والخليج ولا تقل عن (35) ألف مركبة، ويعمل في جنوب غرب المشاعر حيث يخيم معظم حجاج الداخل وحجاج البر والخليج. ومن خلال تقويم عمل الخط وأدائه خلال سنتين أو ثلاث يمكن المضي قدمًا ببناء خط أو أكثر لتتكامل المنظومة مع الحافلات الترددية أو بدونها. ويتفادى المسار أي تأثير على مخيمات منى ويخدم المسار نقل الحجاج إلى الدور الرابع من منشأة الجمرات الحديثة وحسن استغلاله ويخفف العبء على الدور الأرضي ومراعاة عدم تكدس الحجاج في المحطات بالتفويج المنضبط (منطقتي انتظار في كل محطة تتسع كل واحدة منها ل 3000 حاج) ومراعاة طبوغرافية الأرض لتقليل الارتفاعات والانخفاضات على المسار وأصت الوزارة بالإسراع في استكمال باقي خطوط القطار السريع المرتفع عن الأرض في منظومة نقل الحجاج بين المشاعر، والتوسع في استعمال القطارات السريعة في حل مشكلات الازدحام بمكةالمكرمة ووصلها بالمطار وجدةوالمدينةالمنورة ومدن المملكة وبالعالم الخارجي مستقبلًا، وتمديد خط قطار المشاعر من الجمرات إلى الحرم وجده والمطار يوفر خدمة متواصلة طوال العام ويكون بذلك الاستثمار لهذا الخط له جدوى اقتصادية كبيرة ويستفاد من القطار على مدار العام بدلًا من استخدامها في المواسم فقط.