كثيرة هي الاحداث التي طبعت الايام السبعة الاولى لنهائيات كأس العالم لكرة القدم في جنوب افريقيا، لعل ابرزها الاخطاء القاتلة لحراس المرمى ونتج عنها ثلاثة اهداف حاسمة حتى الان. فمع اهمية انخفاض معدل الاهداف عن النسخات السابقة، وابواق ال"فوفوزيلا" الصاخبة في ارجاء الملاعب التي ارتفعت معها الانتقادات عاليا، وبعض المفاجآت المدوية كخسارة اسبانيا امام سويسرا صفر-1، فان الحديث عن الاخطاء التي يرتكبها حراس المرمى لا يمكن عزله عن الكرة الجديدة المستعملة في هذه النهائيات وهي "جابولاني" المصنعة من شركة اديداس. بدأ الجدل حول هذه الكرة حتى ما قبل انطلاق مباريات كأس العالم، فاعتبرت خفيفة ويصعب السيطرة عليها، وتحدث البعض عن انها ستكون "كابوسا" على حراس المرمى لان الهدف منها هو زيادة نسبة تسجيل الاهداف في النهائيات.وكان حارس مرمى منتخب تشيلي كلاوديو برافو اول من انتقد "جابولاني"، معتبرا انها تشبه تلك التي تستعمل في الكرة الطائرة و"مصنوعة لتعقيد مهمة الحراس".وقال برافو "انها كرة مختلفة، لقد صنعوها لتعقيد مهمة حراس المرمى لكي يرتكبوا الكثير من الاخطاء ويتم تسجيل عدد كبير من الاهداف"، مضيفا "انها كرة معقدة سريعة وتصعب السيطرة عليها".لم ينتظر محبو كرة القدم طويلا للتأكد من هذا الجدل حول الكرة الجديدة، وزادت الاخطاء المرتكبة من حراس المرمى الامر اثارة، فعلت الاصوات من اللاعبين والمدربين، وجاءت الردود ايضا من الشركة المصنعة. اليوم الثاني لانطلاق المونديال، في الثاني عشر من الشهر الجاري، جمع منتخبي انكلترا والولاياتالمتحدة في مدينة راستنبرغ ضمن منافسات المجموعة الثالثة.كانت انكلترا متقدمة بهدف مبكر لستيفن جيرارد وتحديدا في الدقيقة الرابعة، لكن خطأ فادحا لحارس مرماها روبرت غرين منح الولاياتالمتحدة التعادل قبل نهاية الشوط الاول بخمس دقائق.جاء الهدف الامريكي حين سدد كلينت ديمبسي كرة من خارج المنطقة لم تكن تشكل اي خطورة على مرمى انكلترا لكن غرين فشل في التصدي لها لتتهادى داخل شباكه. الخطأ الثاني جاء في اليوم التالي مباشرة، في مباراة سلوفينيا والجزائر في بولوكواين ضمن المجموعة الثالثة ايضا. كان التعادل السلبي مسيطرا بين سلوفينيا والجزائر حتى الدقيقة 79 حين خدعت كرة "جابولاني" الحارس الجزائري فوزي الشاوشي اثر تسديدة لقائد سلوفينيا روبرت كورين، فرغم ان الكرة كانت سهلة نسبيا بيد ان ارتدادها على الأرض اربك حسابات الشاوشي حيث فضل التقاطها بدلا من ابعادها الى ركنية الا انها تابعت طريقها الى داخل الشباك. وبعد المديح الذي ناله من الجميع وخصوصا من المدرب المنافس الارجنتيني دييغو مارادونا على ادائه في ابعاد اكثر من هدف محقق، كان مصير حارس مرمى منتخب نيجيريا فنسنت اينيما مشابها لمصير غرين والشاوشي حين اخطأ في التصدي لكرة اثر تسديدة قوية من اليوناني تسيوليس من خارج المنطقة فارتدت لتجد توروسيديس الذي وضعها في الشباك. انها ثلاثة اخطاء انتجت ثلاثة اهداف كانت مفصلية في المباريات الثلاث، لكن الايام الماضية كشفت العديد من الارتباكات بالنسبة الى حراس المرمى الذين احتاجوا الى التدخل مرتين لالتقاط كرات عادية،