نحن فى وطن نال دوره الرِّيادى فى الرُّقى والتقدم بين الأمم..! وأصبحت الحداثة والعقول النيرة والتفكير والتصرف السليم هو السائد..! وشمل ذلك جميع المجالات..! وحتى الصعب بل المستحيل قد تطوع بما لا يخالف القرآن والسنة..! وأصبح التقدم الى الخلف فى بلادنا من ذكريات الماضى..! هنا أسرد قصة مررت بها وتحتاج الى دراسة عميقة وجادة من قبل ولاة أمرنا حفظهم الله واتخاذ الخطوات اللازمة والجريئة والسريعة لحلها..؟ وقع حفيدى على كوب من الزجاج أصابه بجرح غائر فى صدره وبالقرب من قلبه مما اضطرنى الى حمله مع أمه فى سيارتى قاصداً أقرب مستشفى.. وعندما تحركت بالسيارة لاحظت أن الإشارة الحمراءالتى تنذر بانتهاء البنزين قد أضيئت فعرجت الى أقرب محطة بنزين فوجدت طابوراً من السيارات يقف أمامى فهذا وقت صلاة العشاء..!وحفيدى يصرخ من الألم وأمه تترجانى بالتحرك نحو المستشفى أولاً..! فقلت لها لا أستطيع فالبنزين قد انتهى وقد تقف بنا السيارة فى منتصف الطريق ولابد من الانتظار للحظات حتى تنتهى الصلاة..! وهذه اللحظات أصبحت ربع ساعة تقريباً ووصلت عمالة المحطة بكل تلكؤ وبرودة وعدم مبالاة..؟ وتمكنت من أن أصل الى (طرمبة)البنزين بعد ربع ساعة أخرى وحال محاسبة عامل المحطة انطلقت الى قسم الطوارئ فى أقرب مستشفى فقالوا لى إن الطبيب المناوب ما زال فى المسجد يُصلي..؟ فانتظرت ورمقت بعينى الجرح الغائر فى صدرحفيدى فوجدت الدماءتسيل منه بغزارة فربطته ولففته(بغترتى) فى محاولة لإيقافه..!وبعد نصف ساعة تقريباً حضرالطبيب المناوب وهو يتمخطر ويَمشى الهُوَيْنا واعتذر عن تأخره لأنه قد صلى السُّنن والنوافل والوتر وغيرها..! وتم إجراء عملية لإخراج بعض الزجاج اللاَّصق بين أضلع حفيدى وخياطة الجرح الذى أوشك أن يصاب بالتسمم..؟ونظرت الى وجهه فوجدته مُوشَّحاً باللون الأخضر الغامق وكأنه قد اختنق..! والسبب هو نزيف الدم الذى حصل له والتأخر فى إسعافه..؟ أقول هذه الحادثة بالتأكيد مرت على أمثالى وهم كُثر..!والأهم الحوادث المرورية..! فديننا وعقيدتنا لا تسمح بأن تزهق أرواح المواطنين فى الحوادث بسبب الوقت المهدر والمسببات التى تؤخر إسعافهم فحياتهم بحاجة ماسة الى الثوانى..!فلماذا لا نسمح لعمالة محطات البنزين بالتناوب لأداء الصلاة ويبقى عدد منهم لتيسير أمور الناس..! وكذلك بقاء الطبيب المناوب فى طوارئ المستشفيات وقت الصلاة حتى تُسعف الحالات الحَرجة بالسرعةالمطلوبة..! وحتى الصيدليات نتمنى أن تظل مفتوحة فى أوقات الصلاة لتقديم العلاج للمرضى المضطرين للشراء واستعماله فى الحال.!