بات منتخب هولندا على مشارف التأهل الى الدور الثاني من كأس العالم لكرة القدم في جنوب افريقيا بفوزه الصعب وغير المقنع على نظيره الياباني 1-صفر امس السبت في دوربن في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الخامسة. جاء هدف المباراة الوحيد من توقيع نجم انتر ميلان الايطالي ويسلي شنايدر في الدقيقة 53. ورفعت هولندا رصيدها الى ست نقاط بعد ان كانت تغلبت على الدنمارك في الجولة الاولى 2-صفر، وبقيت اليابان عند نقاطها الثلاث الاولى من فوزها على الكاميرون 1-صفر. المنتخب الهولندي الذي قد حجز بطاقته الى الدور الثاني رسميا امس ايضا بعد مباراة الكاميرون والدنمارك، علما بأنه احد المرشحين لاحراز اللقب للمرة الاولى في تاريخه، تخلى على ما يبدو عن اسلوبه الممتع والسريع ليرفع شعار "النتيجة قبل الاداء" بغية ضمان النتائج لتحقيق الهدف المنشود. اعتمد المدربان بيرت فان مارفييك في منتخب هولندا وتاكيشي اوكادا في منتخب اليابان على نفس العناصر التي حققت الفوز في الجولة الاولى، حيث فضل الاول ابقاء جناح بايرن ميونيخ الالماني السريع اريين روبن على مقاعد الاحتياط رغم مشاركته في الحصة التدريبية الاخيرة بالكامل. وكان روبن اصيب بتمزق عضلي مطلع الشهر الجاري في المباراة الودية التي خاضتها هولندا ضد المجر (6-1)، وتأخر عدة ايام للالتحاق بصفوف المنتخب في جنوب افريقيا. وغاب روبن عن المباراة الاولى في المونديال ضد الدنمارك. الشوط الاول كان متواضع المستوى غابت عنه المهارة والجمالية، كان اسلوب كل منتخب معروفا، فاعتمد الهولندي على ادائه المعهود بالسيطرة على الكرة لكنه عابه البطء الشديد وغياب الهدف الواضح وكأنه في حصة تدريبية يتدرب فيها اللاعبون على تمرير الكرة في وسط الملعب من دون وضع هدف لهم بالانطلاق الى الامام وتسجيل الاهداف، والياباني دخل المباراة بشكل منظم جدا وبخطوط مترابطة وهدف الى حماية منطقته مبقيا على كثافة عددية فيها، وبناء الهجمات المرتدة كلما تيسر له ذلك. بدأ منتخب هولندا هوايته المعتادة بالسيطرة على الكرة التي تنقلت مرارا وتكرارا بين معظم لاعبيه خصوصا في وسط الملعب لكن لدقائق معدودة قبل ان ينتقل المنتخب الياباني من حالة الحذر الى مجاراة منافسه في الهجمات. المحاولة الاولى باتجاه احد المرميين كانت هولندية حين نفذ ويسلي شنايدر كرة من ركلة حرة مرت عالية قليلا عن مرمى ايجي كواشيما (9)، لكن اليابان انطلقت بهجمة سريعة اكدت من خلالها قدرتها على الوصول الى المنطقة المقابلة بسهولة فتهيأت كرة امام ناغاتومو سددها على يسار المرمى مباشرة (12). جلس الحارسان متفرجين على زملائهما يركضون ذهابا وايابا في طول الملعب وعرضه من دون حتى اي محاولة تذكر على المرميين، فكان الاداء الهولندي بطيئا تقليديا ورتيبا من دون مهارة في التمرير الى الامام ما سهل المهمة على اليابانيين لابعاد اي خطر محتمل.ازدادت وتيرة الايقاع بطئا مع مرور الدقائق، مع عجز فان برونكهورست وفان بومل وشنايدر وفان در فارت وفان بيرسي وكاوت عن تشكيل اي خطورة على المرمى الياباني، حتى ان الكرة المباشرة على المرمى كانت في الوقت بدل الضائع اثر تسديدة لرافايل فان در فارت من الجهة اليمنى لكن الحارس كاواشيما سيطر عليها بسهولة. مسلسل الفرص بدأ حين انطلق جيوفاني فان برونكهورست من الجهة اليسرى ومرر كرة ارتقى لها فان بيرسي وتابعها برأسه سيطر عليها كاواشيما (48). اقترب الهولنديون اكثر من المنطقة اليابانية المحرمة فاقترب الهدف حين مرر فان برونكهورست كرة ايضا من الجهة اليسرى ابعدها توليو تاناكا برأسه وصلت الى فان بيرسي الذي حضرها الى ويسلي سنايدر اطلقها من خارج المنطقة قوية باتجاه الزاوية اليمنى طار لها كاواشيما لابعادها فامتصها في قبضتيه لكنها تحولت واستقرت في الزاوية المقابلة (53). انقلبت الادوار وبادر اليابانيون الى المبادرة للهجوم فانطلق ياسوهيتو اوكوبو بالكرة وقام بمجهود فريدي ثم ارسلها مباغتة سيطر عليها ستيكلنبورغ (56)، اتبعها اوكوبو ايضا بكرة ثانية بعد دقيقة واحدة ايضا علت العارضة. كان اوكوبو مصدر الخطر المتواصل على المرمى الهولندي حين اطلق كرة قوية مرت على يسار المرمى (64). دفع المدرب اوكادا بلاعب الخبرة شونسوكي ناكامورا بدلا من دايسوكي ماتسوي لمحاولة قلب الموازين، فضغطت اليابان اكثر واضطر المدافع غريغوري فان در فيل الى تشغيل مخيلته لابعاد كرة الى ركنية قبل ان تصل الى كيسوكي هوندا اثر هجمة مرتدة (70). اشرك فان مارفيك ايلييرو ايليا نجم هامبورغ الالماني بدلا من فان در فارت تماما كما فعل في المباراة الاولى امام الدنمارك وكأنه اراد اعادة كتابة السيناريو ذاته بخطف هدف ثان وسط محاولات اليابانيين لادراك التعادل. لعب اوكادا جميع اوراقه الهجومية باشراك شينجي اوكازاكي وكيجي تامادا بدلا من ماكوتو هاسيبي وياسوهيتو اوكوبو على التوالي في ربع الساعة الاخير.