هل يعلم القارئ العزيز أن اللغة العربية تعتبر الحلقة الأضعف عالميا من حيث قدرة احتمالها للأخطاء المطبعية، نقطة واحدة، حرف زيادة أو نقصان يقلبان المعنى رأسا على عقب والأمثلة هذه المرة واقعية. ففي صحيفة مصرية تتناول قضية إضراب الطلاب المحتجزين في السجون عن الطعام تحت عنوان كلاب (طلاب) جامعة الإسكندرية يبدأون الليلة إضرابا عن الطعام والمشكلة أن الطلاب لم يلتفتوا إلى الخطأ على اعتبار أن مصطلح كلاب متداول كثيرا في السجون العربية. في صحيفة عراقية تتحدث عن مؤتمر القمة العربية وردت العبارة التالية: وفي السابعة مساء التقى لفيف من السايسين العرب.... ولا يخفى على احد أن بوناً شاسعاً يفصل بين السياسي الذي يدير أمور البلاد والعباد وبين السايس المتخصص في شؤون البعير والحمير غير أن أحدا لم يلحظ الخطأ. ولا أدري لماذا؟!!! صحيفة عربية تغطي زيارة رئيس البلاد لواحدة من مشافي العاصمة فوردت العبارة التالية: وقد تفقد الرئيس أحوال المرضى برفقة بعض (الماشية) ومن المفترض أن تكون الحاشية وليست الماشية إلا إذا لم يكن هناك خطأ مطبعي بالفعل. وحتى لا نتهم بالتحيز ففي الصفحة السياسية لصحيفة خليجية تم ذكر ما يلي: وقد عبر السيد وزير الخارجية عن ثقته (باللغة العبرية) ونجزم هنا من دون أدنى شك أن المقصود هو اللغة العربية! وبقي رئيس التحرير على أعصابه أربعاً وعشرين ساعة متواصلة وعندما لم تصله برقية احتجاج واحدة ألغى إحصائية كان من المقرر القيام بها لمعرفة عدد قارئي الصفحة السياسية في الجريدة. أخطاء كثيرة تلك التي تشهدها صحفنا العربية. فنقرأ المثقبين بدلا من المثقفين... والكاذب بدلا من الكاتب... والفضائحية بدلا من الفضائية ليبقى الأطرف هو ما ورد في صحيفة فلسطينية جاء فيها: إن الحالم -بدلا من الحاكم- الفلسطيني ياسر عرفات يؤكد قرب ميعاد قيام الدولة الفلسطينية. فهل كانت الطابعة اعلم بواقع هذه الأمة من فخامة الرئيس نفسه... رحمه الله.. ورحمنا !