الأديب والقاص اللواء المهندس / عبدالله بن أحمد السالمي -رحمه الله- / (1369ه - 1428ه) الأديب والقاص اللواء المهندس / عبدالله بن أحمد السالمي (1369ه -1428ه) * مولده ودراسته: - ولد بتاريخ 1/7/1369ه - أكمل دراسته بالطائف. - تخّرج في كلية قوى الأمن بالرياض (كلية الملك فهد الأمنية) حاليًا عام 1392ه. - حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية من الولاياتالمتحدةالأمريكية في عام 1406ه (1) * مناصبه: - التحق بالمديرية العامة لحرس الحدود بتاريخ 14/4/1392ه(2). - تدرج في المناصب العسكرية والإدارية حتى عين نائبًا لمدير عام حرس الحدود. - نقل إلى وزارة الداخلية وعين مستشارًا لسمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية لقاء جهوده وإنجازاته. * مؤلفاته: أصدر مجموعة قصصية قصيرة وحيدة بعنوان (مكعبات من الرطوبة) عام 1400ه /1980م اخترنا منها قصة بعنوان (الصورة والرتوش): (تجربة غير مريحة على الأقل.. رضة خفيفة مفاجئة.. تحدث غالبًا نتيجة لمحاولة عبور الممر بدون إشعال النور.. ليس الأمر كبيرًا.. مجرد خدش صغير سيزول بالتأكيد.. مع ذلك يبقى السؤال.. لماذا نخدش أصابعنا أو أصابع أصدقائنا أحيانًا..! كيف تأخذ العبارات البسطة المتواضعة.. شكلًا مختلفًا في نهاية الأمر؟! كيف تفقد بعض الكلمات إيقاعها؟.. وحرارتها.. عندما تصبح مبوبة؟.. هل لا بد للصورة من إطار ما كي تطل من خلاله؟.. لماذا تتم تعبئة الفراغ بضربات الفرشاة السريعة؟.. أذكر مرة.. أني كنت في حاجة إلى صورة ما.. ربما لإثبات كينونتي.. غير المؤكدة.. ربما لحفظ اسمي.. من الضياع.. في الملفات الرسمية.. أو لتسجيل علامة الزمن الفارقة على وجهي.. المهم أني حملت وجهي وجلست أمام أول مصور عثرت عليه.. حصرت ألا أصنع شيئًا خارقًا للعادة.. سويت غترتي. وعقالي كبقية مخلوقات الله.. لم ابتسم.. ولم أتظاهر بالحزن.. جلست ساكنًا.. حتى عبر الضوء والضيق وجهي.. في اليوم التالي.. عدت لالتقاط صورتي.. تأملتها طويلًا.. رأيت عينين واسعتين.. مكحولتين.. وحواجب مقوسة كالهلال.. أهداب طويلة كأنها الليل.. بشرة صافية كعين الديك.. صورة جميلة ساذجة الجمال.. ما الذي حدث لي..؟ تأملت ملامحي في عيني الرجل الطيبتين.. لم يحدث لوجهي شيء مفاجئ.. سألته: ما الأمر؟.. ابتسم الرجل الطيب.. وقال: إنها مجرد.. رتوش بسيطة!!!.. أين علامة الزمن الفارقة؟!! أفزعتني صورتي الجميلة.. الساذجة.. مزقتها.. وحملت وجهي البسيط.. إلى مصور آخر). (3) وبعد صمت طويل وانقطاع عن المشهد الثقافي سُئل عن أسباب صمته: في لقاء عبر صحيفة الرياض العدد 7438 عام 1988م (4) فقال (حين تكون الكتابة عشقًا وفناءً.. محاولة وحيدة للتواصل تحقيق التلاقي عبر الحلم والذاكرة، فإن توقعات اللقاء العذب تصاب أحيانا بالخيبة لبرودة المناخات التي تحكم اللقاء.. تحدد مواعيده وتفرض طقوسه عندها تتراكم المرارة والإحساس الخائب بأن الأحلام بلا أجنحة ثمة فترة شعرت فيها بأنه لا فائدة الدائرة تضيق واللغة مجهدة ومتعبة في محاولتها المستمرة لتخطي الحواجز والأسلاك الشائكة ثم حد أدنى للتنفس.. بعده يبدأ الاختناق والحشرجة.. هل هي هشاشة الصلابة المبكرة؟!! أم ارتخاء الجواد المتعب؟.. أتعبه الركض في الدروب التي تدور حول نفسها.. لا أدري لكني قابلت مرة إبراهيم الفوزان وكان شاعرًا واعدًا.. وكنت قد افتقدته منذ زمن ثم رأيته جالسًا يلعب الورق!! فرحت بلقائه لكنه لم يفرح وسألني بغرابة عما إذا كنت ما أزال أكتب بعد ذلك أخذت أتذكر إبراهيم الفوزان كثيرًا وكنت أظنني قد أغلقت الباب.. في لا وعيي حرصت على ألا أسمع صوت انغلاقه.. رددته على مهل وأبقيت يدي على مقبض الباب.. استندت إلى الجدار فارغًا.. يا لراحة الارتخاء وداعًا لأيام اللهفة والركض مرحبًا بزمن العادة وغياب الأسئلة.. لا وقت للحزن أو الدهشة.. يا لروعة الكابوس ونعمة الانحناء. رغم ذلك كان الحزن أحيانًا يأتي مفاجئًا مثل وخزات الألم السريعة.. وذكرى الفرح الأول توقظ محاولات النوم البليد لكن طعم الخيبة لا تزال.. وهكذا حرصت أن أنسى.. ثم جاء من يطرق الباب.. كان الطرق عنيفا متواصلًا.. حاولت أن أواصل النوم.. فلم أستطع.. قمت وفتحت الباب.. لم أجد أحدًا.. لكن نسمة هواء باردة مرت بوجهي أيقظتني وأفزعتني معا وفي الصباح التالي ضعت في شوارع لم أعد أذكر اسمها.. ومازلت ضائعًا وحزينًا). * وفاته: توفي السالمي –رحمه الله- بتاريخ 2/2/1428ه بعد أن أنهى تمرينًا رياضيًّا في منزله، عن عمر بلغ (59) عامًا، رحمة الله رحمه واسعة واسكنه فسيح جناته (5). الهوامش: (1) إدارة الشؤون العامة، المديرية العامة لحرس الحدود، 1430ه، الرياض. (2) إدارة الشؤون العامة، المديرية العامة لحرس الحدود، 1430ه، الرياض. (3) منتدى القصة العربية، الشبكة العنكبويتة، 10/7/1428ه. (4) العتيبي، حزام، لقاء مع القاص عبدالله السالمي، صحيفة الرياض، العدد 7438، 1988م. (5) إدارة الشؤون العامة، مرجع سابق.