•بعض الدراسات الناشزة والعجيبة تدفعك للضحك أكثر من أي شيء آخر .. و منها تلك الدراسة التي أعدها فريق من طالبات - وليس طلاب - قسم التربية الخاصة في إحدى الجامعات السعودية.. الدراسة العجيبة التي أطلعني عليها احد الأصدقاء قبل أيام، والتي لم أجد لها علاقة بالتربية (الخاصة)؛ اللهم إلا (خصوصيتنا) في الشطحات والقفز على المراحل! توصي بضرورة إدخال مادة (الثقافة الجنسية ) كمقرر أساسي في المدارس الحكومية بمراحلها الثلاث!. و اللافت أن المشرفة على الدراسة وهي دكتورة سعودية تطالب بمنهج جنسي معتمد؛ يُكلّف بتدريسه (مدرب) مختص ومؤهل تأهيلا عالياً - ولا اعلم من أين ستجلب الوزارة هؤلاء المدربين المحترفين !! - فذلك يكفل حسب رأيها أن يحصل الطفل - لاحظوا كلمة الطفل - على المعلومات الصحيحة عن الجنس، بدلاً من أن يترك الأمر للاجتهادات الشخصية من الوالدين! •ولأن الموضوع – في نظري - لا يعدو كونه محاولة (فانتازية) مضحكة لإدخالنا في أتون (جحر ضب) جديد.. من خلال عملية ( قص ولزق ) بليدة لفكرة غربية فاشلة، لم تحلّ مشاكل الغرب الجنسية بل عقّدتها أكثر، بدليل كمّ جرائم الاغتصاب والتحرش والشذوذ، و انتشار المثلية الجنسية، و بدليل آلاف القنوات و المواقع الجنسية المدفوعة التي تلقى رواجاً هائلاً هناك.. فلن ادخل في مناقشة الفكرة المتهافتة أصلاً، حتى لا أرمى كما رُمي غيري بمعارضة التقدم والتحضر وعدم معايشة العصر والواقع! بل سأكتفي بوصفي أحد العاملين في المجال التربوي بتوجيه مجموعة من الأسئلة والاستفسارات التي استعصت عليّ، علّني أجد لها إجابات مقنعة عند الباحثات المحترمات! •كيف سيتم تعليم الجنس في المدارس ؟! بمعنى ما هي المواضيع و مهارات الحد الأدنى التي يجب على طفل السادسة من العمر إتقانها كي ينتقل للصف الأعلى ؟! وهل سترتفع كثافة الدروس وجرأتها بارتفاع السن والمرحلة ؟! ما هي المواصفات المطلوبة في معلم أو مدرب مادة التربية الجنسية في المدرسة ؟! وكيف سيقيّم مدير المدرسة أداء هذا المعلم ؟! .. بل كيف سيتعامل معه زملاؤه في المدرسة، والمجتمع في الخارج؟! أين سيتم تدريس المادة ؟! .. وما هي الوسائل التعليمية المطلوبة لهكذا دروس ؟! .. ثم كيف سيراجع الطالب ما تعلمه من مهارات في المنزل ؟! أم انه سيكتفي بالنقاش مع زملائه؟! و كيف سيتعامل مراهق في المرحلة المتوسطة خرج لتوه من درس مكثف ومعزز بالصور مع بقية زملائه ؟!.. والأهم هل سيعيد طالب ثانوي خجول السنة الدراسية لأنه نجح في كل المواد و اخفق في التربية الجنسية ؟! .. لاحظوا أنني لم أتطرق لوصف الحالة في مدارس البنات، لأن الأمر هناك لا يستقيم حتى في الفكاهة! •طلابنا أيها السيدات الفاضلات لا يحتاجون إلى من يعلمهم الجنس.. بل هم في حاجة ماسة إلى معرفة حقوقهم وواجباتهم .. بحاجة لتعلم الكثير من المهارات الحياتية والإنسانية مثل احترام الإنسان، و مهارات الاتصال و الحوار والاختلاف مع الآخر.. احترام الوقت وكيفية استثماره، حب النظام و العمل.. وهم بحاجة أيضاً إلى نزع الكثير من السلبيات من داخلهم.. والأهم ان بعضهم يحتاج إلى المزيد من دروس الأدب وأصول التربية واللباقة حتى لا يخرجوا علينا فيما بعد بدراسات شاذة لا تهدف إلا للبلبلة و الإثارة والشهرة العرجاء! •لا تنزعجوا.. اعتبروها نكتة.. فالقانون لا يمنع أساتذة الجامعات من إلقاء النكت .. و كل (شطحة) وأنتم بخير . [email protected]